كأن العلاقة التركية- الأميركية المتأزمة أصلاً بين محاكمات في نيويورك تطاول مقربين في مجال الأعمال من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتهديدات القنصلية، وسياسة المحاور بين إيران وروسيا والأكراد، كان ينقصها التوغل التركي في شمال سورية لتزداد سوءاً.
التصريحات العلنية «المتفهمة لقلق تركيا الأمني» التي شدد عليها وزيرا الدفاع والخارجية الأميركية جايمس ماتيس وريكس تيلرسون لم تعد كافية لإخفاء امتعاض واشنطن مما تقوم به أنقرة في سورية ولأسباب عدة أبرزها اثنان:
أولاً، اختيار تركيا توقيت العملية بعد أيام من إعلان تيلرسون استراتيجية أميركية جديدة في سورية أعمدتها وجود عسكري أميركي طويل الأمد، إنهاء «داعش»، وإضعاف إيران مع التأكيد أن تحالف القوات الكردية والعربية الذي تدعمه واشنطن سيحتفظ بالأراضي التي حررها من «داعش». وفي حين يمكن تفهم انزعاج تركيا من هدفين في هذه الاستراتيجية على الأقل، فإن قيامها بالعملية ومن دون تنسيق مسبق مع واشنطن، أزّم الوضع مع إدارة دونالد ترامب.
مصادر غربية قالت لـ «الحياة» إن واشنطن علمت للمرة الأولى بالعملية من طرف ثالث وليس من تركيا وتفاجأ المسؤولون الأميركيون بالخبر. هذا الطرف كانت أبلغته أنقرة كما يتم التعاطي مع الحلفاء، ولَم تبلغ الإدارة الأميركية إلا قبل وقت قليل من إعلان العمل العسكري. وجاءت محاولة ماتيس بالتأكيد أن أنقرة أبلغت واشنطن، لاحتواء الخلاف وفتح قنوات الاتصال بدل مفاقمة الأزمة. ونقل هذه الرسالة وفد أميركي زار تركيا في ٢٣ كانون الثاني (يناير) الجاري وشمل نائبي مساعدي الخارجية والدفاع لشؤون أوروبا وحلف شمال الأطلسي جوناثان كوهن وتوماس غافوس. والتقى الوفد بمسؤولين في الخارجية التركية وقيادات عسكرية للبحث في ما يجري في عفرين على رغم أن الزيارة كانت معدة قبلاً.
وجاء اتصال ترامب بأردوغان ليُخرِج إلى العلن نقاط الخلاف الأميركي- التركي ومع تأكيد البيت الأبيض ضرورة خفض التصعيد في عفرين والدعوة إلى تنسيق أفضل مع الجانب الأميركي.
السبب الثاني في استياء واشنطن من التحرك التركي هو في عدم تحديد مداه ومخاوف من أن يهدر نجاحات الاستراتيجية الأميركية ضد «داعش». ففي حال تقدم تركيا إلى وسط عفرين والدخول في معركة في قلب المدينة، فهذا سيعني عدد ضحايا أكبر، وثانياً إمكانية انتقال القوات الكردية التي تحارب «داعش» من تلك المناطق في شرق سورية إلى الشمال للتصدي لتركيا، بالتالي إمكانية عودة «داعش» وخلاياه المنسحبة للسيطرة على هذه المناطق.
هذا السيناريو هو خط أحمر لواشنطن، وهناك ضغوط أميركية جارية على تركيا لعدم التوغل عميقاً في الشمال السوري أو حتى التفكير في دخول منبج، حيث هناك قوات أميركية قد تدخل المعركة إلى جانب الأكراد في حال الشعور بتهديد عسكري. وهنا يسعى الجانب الأميركي إلى حل وسط يتعاطى مع مخاوف تركيا الأمنية وحيال حزب العمال الكردستاني الذي وصفه ترامب «بالإرهابي» وفِي الوقت ذاته يراعي أولويات واشنطن في سورية على رأسها هزيمة «داعش». ومن المقترحات منطقة آمنة مصغرة أو شريط حدودي لتركيا في الشمال، يضمن أمنها ويتفادى توغلاً عميقاً في عفرين أو غيرها. شكل هذه المنطقة وجغرافيتها ما زال قيد الدرس إنما تحقيقها بات ضرورة أمنية لتركيا واستراتيجية لواشنطن لحماية مصالحها.
أسبوع على العملية التركية ولا حل عسكرياً في الأفق، مع وقوع أكثر من ٢٤ ضحية مدنية. الوقت ليس لمصلحة أي من أنقرة أو واشنطن، وكون حرب استنزاف تركية- كردية في سورية ستفيد خصوم الأميركيين والأتراك أولاً. بالنسبة لسورية نفسها، فالحرب دخلت مرحلة المحاصصة الإقليمية والدولية وتوزيع نفوذ بغض النظر عن شكل العملية السياسية أو اسم رئيس البلاد أو حكومته في دمشق.
جويس كرم
المصدر: الحياة
↧
جويس كرم : شرخ أميركي – تركي يتسع في سورية
↧
نيران أميركية «صديقة» تقتل وتصيب عشرات العراقيين غرب الأنبار / بين الجرحى مدير الناحية وقائد شرطتها.
تسببت نيران أميركية وصفت بالصديقة في مقتل وجرح 26 عراقيا في ناحية البغدادي التابعة لمحافظة الأنبار غرب العراق، وورد أن بين الجرحى مدير الناحية وقائد شرطتها.
وفتحت القيادة العامة للقوات المشتركة تحقيقا في الحادث. وفي بيان لها قالت القيادة إنه «توفرت لدى قيادة العمليات المشتركة معلومات استخبارية دقيقة عن وجود أحد القيادات الإرهابية وهو (كريم عفات علي السمرمد) في أحد بيوت ناحية البغدادي، للاجتماع مع خلية إرهابية تستعد لتنفيذ عمليات ضد القوات الأمنية والمواطنين». وأضاف البيان أنه «استنادا إلى تلك المعلومات كلفت على الفور قوة من لواء المشاة الثامن وبإسناد جوي من طيران التحالف الدولي، لغرض مداهمة المكان واعتقال الإرهابي المطلوب للقضاء». وأوضح البيان أنه «بعد تنفيذ المداهمة والقبض على الإرهابي وأثناء التفتيش وجمع الأدلة تعرضت القوة إلى هجوم برمانة يدوية من أحد المنازل المجاورة، مما استدعى الرد عليها بسرعة وبعدها انسحبت القوة إلى مقر انطلاقها»، مشيرة إلى أنه «فِي طريق العودة لوحظ تجمع مسلحين من دون التنسيق مع القوة المكلفة بالواجب، حيث استهدفتهم الطائرات المساندة للقوة».
من جهته، أكد محافظ الأنبار محمد الحلبوسي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «العملية تمت بطريقة سرية جدا، ولم يتم التنسيق مع بعض الجهات الأمنية كون الهدف المطلوب اعتقاله ابن شيخ عشيرة، وبالتالي كان لزاما ضمان سرية العملية». وأضاف الحلبوسي أن «ناحية البغدادي لم تسقط بيد تنظيم داعش وبقيت صامدة رغم الحصار ومحاولات التجويع، وبالتالي فإن دخول جماعة مسلحة يمكن أن يثير تساؤلات بخصوص هويتها، خشية أن تكون من الجماعات الإرهابية، ولذلك تم استهداف المجموعة من قبل أحد المنازل المجاورة رغم أنها تمكنت من اعتقال الشخص المطلوب، حيث سبق لأفراد من تنظيم داعش ارتدوا ملابس القوات الأمنية وهاجموا المواطنين وأعدموا العشرات منهم قبل سنوات». وبين الحلبوسي أنه «إثر الانسحاب تم قصفهم من قبل طيار أميركي، الأمر الذي تطلب الوقوف عند الملابسات الخاصة بذلك، لأنه غير مبرر، وهو ما ننتظر نتائج التحقيق الذي فتحته قيادة العمليات المشتركة». وكشف الحلبوسي عن «فتح تحقيق خاص من قبل السفارة الأميركية مع الطيار الأميركي».
أمنيا وعسكريا أكد الخبير المتخصص فاضل أبو رغيف، في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحادث كان غير مقصود تماما، حيث يمكن القول إنه خطأ بالتقديرات، خطأ بالتهديف، خطأ بإيصال الإحداثيات، ولكنه في كل الأحوال هو خطأ منصف، لكنه سيدرج في خانة النيران الصديقة». وأضاف أبو رغيف، أن «هناك تحقيقا بالحادث من قبل العمليات المشتركة، ولا أتوقع حصول تصعيد، رغم أنه شبه كارثي، لأن الكارثة ليست بالأعداد بالضرورة لكن بالتقديرات».
من جانب آخر، أعاد هذا الحادث إلى الأذهان قضية الوجود الأميركي في العراق لا سيما من قبل الجهات التي تعلن رفضها باستمرار لهذا الوجود حتى على مستوى المستشارين. وبناء على ذلك فقد اتفقت لأول مرة وجهة نظر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مع وجهة نظر زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي بخصوص شرعية الوجود الأميركي. الصدر وفي تغريدة له على «تويتر» طالب بالقصاص من المعتدين على ناحية البغدادي فورا، على حد قوله. وقال: «مرة أخرى يثبت الاحتلال الأميركي طغيانه وعنجهيته، بل وتعديه السافر على حكومة العراق واستقلاليتها وسيادتها، وذلك بقصفه العشوائي والظالم لناحية (البغدادي) الذي راح ضحيته الأبرياء بغير وجه حق». وأضاف: «لذا نطالب بمحاسبتهم والقصاص من المعتدين فوراً».
أما رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي، وهو قيادي بالتيار الصدري، فقد طالب من جهته بوضع حد لوجود قوات الاحتلال الأميركي، مؤكدا ضرورة محاكمة الطيار الذي استهدف المواطنين العراقيين في ناحية البغدادي. وقال الزاملي في بيان له، إن «ما قامت به قوات الاحتلال الأميركي باستهداف الأبرياء؛ مدير ناحية البغدادي ومدير مركز الشرطة وعدد من النساء والأطفال هو استهتار بكل ما تحمله الكلمة من معنى»، مشيرا إلى أنه «يمثل تجاوزا فاضحا وعدم احترام لسيادة الدولة العراقية». وأضاف الزاملي، أن «الذي نستغربه عندما تطلب القوات العراقية إسنادا من الطيران الأميركي لمعالجة هدف إرهابي يتحججون بأن معهم نساء وأطفالا»، مستدركاً: «لكن اليوم يتم قتل نساء وأطفال بدم بارد دون طلب من القوات العراقية».
ونوه الزاملي بضرورة «محاسبة الطيار ومحاكمته وفق القانون العراقي فضلا عن تعويض الشهداء والجرحى»، داعيا الحكومة العراقية إلى «وضع حد لوجود قوات الاحتلال الأميركي في القواعد الجوية العراقية». كما لفت الزاملي إلى أهمية «تحديد حركة الطائرات العسكرية من طلعات جوية وهبوط وإقلاع بأمر وبعلم من العمليات المشتركة العراقية»، مبينا أن «لجنة الأمن والدفاع النيابية ستتابع الإجراءات الحكومية وتنتظر نتائج التحقيق بهذه الحادثة المؤلمة».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
↧
قاعدة حميميم تهدد معارضين قاطعوا مؤتمر سوتشي
أثار قرار «هيئة التفاوض السورية» المعارضة مقاطعة مؤتمر سوتشي غضب موسكو، وهو ما بدا واضحاً في تصريحات المسؤولين الروس، أمس، الذين وجهوا اتهامات لـ«الهيئة» بأنها لا تملك أي أجندة، وحاولوا التقليل من شأن قرارها وتداعياته على سير المؤتمر، وأكدوا أن المقاطعة لن تؤثر، وأن المؤتمر سيعقد في توقيته. كما هددت قاعدة «حميميم» الروسية بـ«تبعات كثيرة على الأرض» ستترتب على قرار المقاطعة.
وشكك قدري جميل، رئيس منصة موسكو بشرعية القرار. وعلى الرغم من إعلان غالبية القوى الكردية مقاطعة المؤتمر، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية: إنهم «سيأتون إلى مؤتمر سوتشي». وأعلنت الأمم المتحدة، أمس، عزم المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا المشاركة في المؤتمر، وذلك بعد «ضغط» تضمنته التصريحات الروسية التي طالبت المنظمة الدولية باتخاذ «قرار إيجابي» بشأن المشاركة. وكشفت وسائل إعلام روسية عن فقرات من البيان الختامي لمؤتمر الحوار السوري في سوتشي، والتي تتقاطع مع فقرات بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» ونشرته منذ أيام.
وفي تعليقها على قرار المعارضة بمقاطعة سوتشي، هددت قاعدة حميميم عبر صفحتها على «فيسبوك»، المعارضة وقالت إن «إعلانها الامتناع عن حضور مؤتمر سوتشي سيكون له تبعات كثيرة على الأرض. (...) وتأخر مسار العملية السياسية لن يكون من صالح المعارضة السورية بأي شكل من الأشكال». ومن موسكو قال مصدر عسكري - دبلوماسي روسي، في تصريحات أمس لوكالة «ريا نوفوستي»: إن «رفض الهيئة العليا للمفاوضات المشاركة في الحوار مع مواطنيها، يشكل تشويهاً لاسم هذه المجموعة (أي الهيئة) ويقوّض مصداقيتها، وصفتها التفاوضية»، وأضاف: «إن رفض الهيئة المشاركة في سوتشي يعني أنه لا يوجد لديها ما تقوله»، ووصف المؤتمر بأنه فرصة واقعية لإطلاق حوار بنّاء بين جميع القوى السورية، ورأى أن «التصريحات الأخيرة للمعارضة بأنهم لن يذهبوا إلى سوتشي، بسبب التزامات يزعمون أن روسيا أخذتها على عاتقها، ولم تنفذها، محض هراء»، وقال: إن «روسيا ليست ملزمة بأي شيء أمام أي عضو من أعضاء الهيئة». وقال مصدر من هيئة المفاوضات لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد الحديث عن لقاء موسكو، ويكفي أن نتذكر الوعود والالتزامات التي قطعها الروس خلال مفاوضات آستانة، والمتصلة بوقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد، والذي يشهد انتهاكات يومية حتى من جانب الضامن الروسي».
وقال مصدر من وزارة الخارجية الروسية، في تصريحات أمس لوكالة «ريا نوفوستي»: إن مقاطعة وفد هيئة المفاوضات السورية المعارضة «لا يمكن أن تؤثر على انعقاد المؤتمر»، وأضاف: «كنا نعتقد أنهم سيشاركون، ويوافقون ربما على بعض الوثائق الختامية»، وأشار إلى أنه «إذا كانوا لا يرغبون في المشاركة، فسيشارك آخرون غيرهم. وهناك 1600 شخصية يجب أن تحضر». وأكد المصدر أن موسكو لم تستلم بعد رداً رسمياً من الهيئة بشأن رفضها المشاركة، وحاول التشكيك بعملية التصويت، التي أقرت الهيئة على أساسها عدم حضور مؤتمر سوتشي، وقال: إن «الأصوات لم تكن كافية لاتخاذ القرار النهائي بهذا الخصوص». وكان قدري جميل، رئيس منصة موسكو، أعلن أمس نية المنصة المشاركة في مؤتمر سوتشي، وشكك بعملية التصويت التي قررت المعارضة بموجبها عدم المشاركة، وقال في تغريدة على حسابه في «تويتر»: إن 34 عضواً من الهيئة شاركوا في التصويت، وإن 10 منهم وافقوا على المشاركة في مؤتمر سوتشي، وأشار إلى أن مرور القرار يتطلب موافقة 26 من أصل 36 عضواً.
وفي رده على تلك التصريحات، أوضح عضو من وفد هيئة المفاوضات، شارك في عملية التصويت، أن السؤال الذي طرح كان «من موافق على المشاركة في سوتشي»، وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن 9 أشخاص فقط رفعوا أيديهم، أي وافقوا على المشاركة، موضحاً أن «القرار كان بالإيجاب؛ ما يعني أنه للذهاب إلى سوتشي كنا في حاجة إلى 14 أو 15 صوتاً إضافياً. وبما أن تلك الأصوات لم تتوفر كان القرار بعدم الذهاب». وأعاد للأذهان أن عدد أعضاء الهيئة التفاوضية لم يعد 36 عضواً، وهم الآن 34 فقط، بعد وفاة عضو في الهيئة هو منير درويش من «هيئة التنسيق الوطني» واعتذار عضو آخر هو عيسى إبراهيم عن مواصلة العمل لأسباب صحية. وأكد أن الهيئة تحترم قرراً الموافقين على المشاركة في سوتشي.
وأعربت وزارة الخارجية الروسية، أمس، عن ارتياحها لموافقة الأمم المتحدة على مشاركة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في مؤتمر سوتشي، ورحبت في بيان رسمي بتصريحات المبعوث الدولي في أعقاب المفاوضات في فيينا، وبقرار الأمين العام إيفاده إلى سوتشي.
في غضون ذلك، تبقى مسألة المشاركة في المؤتمر محاطة بالغموض والإرباك، وقالت مصادر من موسكو لـ«الشرق الأوسط»: إن النظام السوري قدم قائمة تضم 1200 شخصية للمشاركة في المؤتمر. ومن جانبها، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية: إن موسكو وجهت دعوة للأكراد للمشاركة في مؤتمر سوتشي، وأكدت «هم سيأتون». وكانت غالبية القوى الكردية أعلنت رفضها المشاركة في المؤتمر. وقال مصطفى سينو، ممثل المجلس الوطني الكردي، لـ«الشرق الأوسط»: إن المجلس لم يتسلم دعوة بعد، وأشار إلى أنه في حال وصلت دعوة عندها سيدرس المجلس موقفه ويعلن قراره. وأكد أن مسألة المشاركة في المؤتمر لم تعد ممكنة نظرياً بسبب العامل الزمني، ومن الناحية التقنية، وشدد على أنه «بالنسبة لنا كمجلس وطني كردي ندرس أي دعوة كشخصية اعتبارية بغض النظر عن المواقف في الأطر الجماعية، ومنذ البداية قلنا مستعدون لبحث المشاركة وطلبنا أن تكون دعوة خاصة لنا، لكن لم نستلمها حتى الآن».
المصدر: الشرق الأوسط
↧
هل تستجيب مليشيات “الحشد”لأوامر العبادي بالانسحاب من مراكز المدن العراقية
ينتظر أن تبدأ مليشيات "الحشد الشعبي" الانسحاب من مراكز المدن والبلدات العراقية المحررة شمال وغرب البلاد، وإخلاء مقراتها داخل المناطق والأحياء السكنية والأسواق العامة، وتسليمها للشرطة المحلية وقوات الجيش خلال أسبوعين من الآن، ضمن متطلبات التهيئة لإجراء الانتخابات التشريعية في العراق المقررة بعد أقل من أربعة أشهر من الآن.
وكشف مسؤول حكومي عراقي في بغداد، اليوم الأحد، عن وجود رفض ومماطلة لعدد من فصائل مليشيات "الحشد"، التي تحاول بذلك عدم تنفيذ القرار الحكومي.
وبحسب المسؤول ذاته، فإن مليشيات عدة، أبرزها "حزب الله" و"الخراساني" و"العصائب" و"بدر" و"النجباء"، وفصائل أخرى، ترفض الانسحاب أو تماطل به، وتتواجد في مدن الموصل والبعاج والفلوجة والرمادي وتكريت وبيجي، مبينا أن "الخطة التي أقرها رئيس الوزراء، حيدر العبادي، تقضي بأن تنسحب تلك الفصائل إلى خارج المدن وتقيم مقرات جديدة خارج أسوارها، ويكون بذلك ملف إدارة الأمن بيد الجيش والشرطة، اللذين سيستدعيان "الحشد" في حال حدث هجوم أو طارئ أمني يستدعي المساندة".
ولفت المصدر إلى أن "القرار فهم على أنه رد فعل من العبادي على فسخ قائمة "الفتح"، التي تتبع مليشيات "الحشد"، تحالفها معه، لكن الحقيقة أنه من ضمن متطلبات إجراء الانتخابات التشريعية سحب المليشيات، وهو ما تصرّ عليه الأمم المتحدة ودول مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وقوى سنية وكردية عراقية".
ويقدر عدد مقرات ومكاتب مليشيات "الحشد الشعبي" في مدن شمال وغرب العراق التي تم تحريرها من هيمنة تنظيم "داعش" بأكثر من 800 مقر ومكتب تمثيلي، تمارس أنشطة مختلفة، من بينها عمليات اعتقال ودهم وتفتيش، بمفردها وبدون مذكرات قضائية، كما يتهم قسم منهم بممارسة عمليات ابتزاز وتلقي رشى مالية مقابل تمرير مصالح المواطنين، أو تمرير بضائع التجار إلى تلك المدن من خلال حواجز التفتيش التي تقيمها.
وأوضح القيادي بمليشيا "الحشد"، فاضل الوائلي، أن "ملف انسحاب "الحشد" من المدن المحررة يحتاج إلى وقت، وبكل الأحوال التوجيهات التي أصدرتها الحكومة ما دامت دستورية ووفق القانون لا يمكن معارضتها"، على حد وصفه، مؤكداً أن "بعض المدن باتت بوضع أمني مريح، والأخرى قلقة، وهذه قد تكون بحاجة لأن يعيد رئيس الوزراء النظر بشأن انسحاب "الحشد" منها".
في غضون ذلك، قال قائد عمليات نينوى، اللواء نجم الجبوري، إن الشرطة المحلية وأفواج الطوارئ ستتسلم الملف الأمني داخل مدينة الموصل، بحسب قرار حكومي، وبشكل رسمي، بينما ستكون "الحشد الشعبي" كخط ثان خارج المدينة، مؤكدا أن "الجيش العراقي سيبقي ملف حدود المحافظة وأمنها بيده"، معتبرا ذلك "ضمن خطة جديدة لإعادة انتشار القوات العراقية في المحافظة".
↧
ترامب في دافوس
يصعب على المتجول في دافوس التي تبدو معزولة عن العالم بسبب وعورة جبالها الساحرة والثلوج الكثيفة التي تكسوها، أن يتخيّل كيف تتحول في مطالع كل سنة إلى عاصمة العولمة السياسية والاقتصادية والتكنولوجية بلا منازع.
أكثر من أربعة عقود انقضت على تأسيس المنتدى الاقتصادي العالمي الذي ينمو ويوسّع دائرة عضويته ونفوذه باضطراد، حتى أصبح بمثابة عكاظ يتهافت الكبار على خطب ودّها والإطلال من شرفتها لتسويق البرامج السياسية والخطط الإنمائية وعقد الصفقات.
وليس من دليل أبلغ على مستوى "نفوذ" منتدى دافوس من إصرار سيّد البيت الأبيض على المجيء إليه هذا العام، رغم النصائح العديدة التي قدّمها له المستشارون والمساعدون بالعزوف عن هذه الخطوة.
كان الهدوء منسدلا على دافوس حتى الإعلان عن تأكيد مجيء دونالد ترامب لإلقاء المحاضرة الختامية في الاجتماعات السنوية للمنتدى التي تنعقد تحت عنوان «نحو مستقبل مشترك في عالم ممزّق».
كثيرون انتقدوا خطوة إدارة المنتدى بدعوة الرئيس الذي استطاع، في أقل من عام واحد، أن يحدث شروخا في العلاقات الدولية لم يشهد العالم مثيلا لها منذ عقود، ناهيك عن التصريحات المهينة التي صدرت عنه في حق المرأة والأقليات. لكن مصدرا موثوقا أكّد أن واشنطن كانت صاحبة المبادرة عندما أبلغت دافوس تجاوبها مع الدعوة التي سبق لرئيس المنتدى أن وجهها إلى ترامب بعيد انتخابه وقبل دخوله البيت الأبيض، ولم يكن في وسع المنتدى عدم التجاوب مع رغبة الراعي الأكبر.
ولم يعد خافيا على أحد أن الملفات الداخلية الضاغطة بلا انقطاع على الرئيس الأميركي، تدفع به إلى التنفيس خارج الحدود في ملعب محايد كلما سنحت الفرصة.
ومع انطلاق التوقعات والتكهنات حول ما قد يحمله ترامب في جعبته من مفاجآت إلى دافوس، خاصة بعد الإعلان عن فرض رسوم جمركية باهظة على الغسّالات الأوتوماتيكية واللوحات الشمسية المستوردة من بعض البلدان الآسيوية في انتهاك صارخ لقواعد منظمة التجارة العالمية، سارع الأوروبيون، مدعومين بالإجماع من القوى التجارية الأخرى كالصين والهند وكندا والبرازيل والمكسيك والأرجنتين وجنوب أفريقيا، إلى رصّ الصفوف وتوحيد المواقف من الأخطار الداهمة التي باتت تحدق بالنظام التجاري العالمي نتيجة الإجراءات الحمائية للإدارة الأميركية.
ولم تتردد المستشارة الألمانية آنغيلا ميركيل في التحذير من مغبّة عدم استخلاص العبر من التاريخ، منذ عهد الإمبراطورية الرومانية حتى الحربين العالميتين الأخيرتين، لأن «مشاكل العالم لا يمكن ان تعالج بالتقوقع وإقامة الجدران، بل بالتعاون والحوار".
منذ هبوطه في دافوس ظهر الخميس الماضي بدا جليّا أن ترامب يسعى إلى تسجيل النقاط، بأي ثمن، خارج الملعب الداخلي المثقل بالعقبات والمتاعب، فعقد أول لقاء له مع رئيسة الوزراء بريطانيا التي ألغى زيارته لها خشية من الاحتجاجات التي كانت تنتظره في لندن.
وكان لقاؤه الثاني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي، منذ مجيئه، يختال كالطاووس في دافوس التي كان الحضور العربي فيها خجولا هذا العام.
أولى الدرر التي لفظها ترامب في دافوس كانت توبيخ السلطة الفلسطينية التي لم يتورّع في توصيف رفض استقبالها نائبه في جولته الأخيرة إلى المنطقة بأنه "عدم احترام"، متوعدا بقطع المساعدات المالية الأميركية عن وكالة غوث اللاجئين في حال إصرار الفلسطينيين على رفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وفيما كان نتنياهو يؤكد نعي حل الدولتين، ويستبعد حل الحقوق المتساوية ضمن دولة واحدة، كان ترامب يجزم بأن «القدس ليست على جدول التفاوض».
لم يكن مفاجئا، بعد العنتريات التي أطلقها الرئيس الأميركي في وجه الفلسطينيين ، أن يتجاهل كليّا الموضوع الفلسطيني الذي غاب، حتى من باب التلميح، عن خطابه الختامي المنتظر، الذي جاء مخيّبا لمن عقدوا الآمال على سماع بعض التطمينات والتهدئة على جبهة التجارة الحرة والاتفاقات متعددة الأطراف، بقدر ما خيّب ظنون الذين انتظروا المزيد من الزلّات والهفوات.
لم يستغرق الخطاب الأهم الذي ألقاه ترامب على الساحة الدولية أكثر من ربع ساعة، محاولا أن يطمئن الشركاء «أن أميركا أولا، لا تعني أميركا وحدها».
وبعد أن استفاض في امتداح حزمة الإصلاحات الضريبية التي خفّضت الضرائب على الشركات بنسبة غير مسبوقة، وتغنّى بالأرقام القياسية التي حطـّمتها البورصة منذ تولّيه الرئاسة، عاد ليـؤكد "أن أميركا عائدة .. وما من أحد أو شيء سيدفعها إلى تغيير سياستها".
لم تنقض ساعة على انتهاء كلمة ترامب حتى عاد الهدوء إلى ربوع دافوس التي منعت سلطاتها أية مظاهرات بحجة ".. أن الهتاف في المظاهرات من شـأنه أن يتسبب في انهيارات ثلجية". أما الهتاف الصاعد من زوايا العالم الأربع فهو لن يصل أبدا إلى مسامع هذه الحفنة الضئيلة التي تصرّ، عاما غبّ العام، على أنها "ملتزمة تحسين أوضاع العالم"، فيما تتسّع الهوّة بين الفقراء والأثرياء ويزداد التصدّع الاجتماعي بمعدلات غير مسبوقة.
شوقي الريس
↧
↧
“فيسبوك”: كيف سيؤثر استطلاع المصداقية الجديد على وسائل الإعلام؟
أعلن "فيسبوك" قبل أسبوع عن تغيير جذري في شريط الأخبار يتعلق بأخذ مصداقية الوسيلة الإعلامية في عين الاعتبار لتغيير ترتيب المحتوى الذي يظهر أمام المستخدم، ويتكون المسح الجديد من سؤالين: "هل تعرف المواقع التالية"، و"ما مدى ثقتك بكل واحد منها"، مع اختيارات "تماماً، كثيراً، قليلاً، بالكاد، وعلى الإطلاق"، ونشر "ذا فيردج" التقني تحليلاً حول مدى فاعلية هذه الخدمة ووقعها على وسائل الإعلام.
وقلل الصحافيون من أهمية هذا الاستطلاع، وقالت الصحافية في صحيفة "فايننشال تايمز"، هانا كوشلر، إن "المستخدمين يمكن أن يتلاعبوا بهذا المسح"، وقالت الصحافية في موقع "ريكود" التقني، راني مولا: "لقد ملأت استطلاعات أكثر قوة في مطاعم الوجبات السريعة".
وقالت سارة فرير من شبكة "بلومبرغ" الاقتصادية: "هذا أشبه باستطلاع للوعي بعلامة تجارية، الثقة في الأخبار أكثر تعقيداً بكثير. فما مدى جودة المصادر؟ هل المواقع الأخرى تحققت منها؟ وهل هو خبر أم تحليل؟".
وتتعالى المخاوف من أن تكون نتائج المسح غير دقيقة، مما سيؤدي إلى سوء تصنيف الناشرين بسبب تفضيل الأكثر حزبية، وسيزيد من آثار "فيسبوك" السلبية على الديمقراطية.
أما بالنسبة للصحافيين، فهناك خوف ثانوي وجودي، إذ أن الناشرين الذين سيصنفون في أسفل الترتيب سيعانون انهياراً في عدد الزوار، مما سيؤدي إلى انخفاض الإيرادات وتسريح العمال في نهاية المطاف.
↧
السينما والصحافة في أميركا: تمجيدٌ للمهنة أو سردٌ لحكاياتها؟
يحرّض فيلم "ذا بوست" (2017) لستيفن سبيلبيرغ، الذي يُعرض حالياً في لبنان ودول أوروبية وأميركية عديدة على استعادة مسار سينمائي يجمع صناعة الفن السابع الأميركي بالصحافة والإعلام الأميركيين.
والجمع بين عالمي السينما والصحافة ـ الإعلام يعود إلى سنين مديدة، لأن هوليوود مهتمّة بهذه المهنة، اهتمامها بجوانب مختلفة من الحياة اليومية، العامة والخاصّة. كما أنها تجد في الصحافة والإعلام "مادة درامية مثيرة للانتباه والمتابعة، لصناعة جاذبة لمُشاهدين عديدين، ولسجالات نقدية متنوّعة، بتوغّلها في شؤون المهنة، أو بتناولها شخصيات فاعلة فيها، ومؤثّرة في الحياة العامّة والخاصّة لأناس عاديين، أو لذوي مناصب أساسية في الأنظمة المتحكّمة بأنماط عيشٍ"، كما في تعليقٍ نقدي.
في الربع الأخير من عام 2015، مثلاً، أُطلقت العروض التجارية الدولية لفيلمين ينتميان إلى ما يُمكن تسميته بـ"أفلام الصحافة والإعلام"، وهما: "سبوتلايت" لتوم ماكارثي، و"حقيقة" لجيمس فاندربيلت. لكن، قبلهما بزمنٍ بعيد، أنجز أورسون ويلز "المواطن كاين" (1941)، الذي يحتلّ ـ لغاية الآن ـ مكانة متقدّمة في "لائحة أفضل الإنتاجات السينمائية الدولية"، أعواماً طويلة. والفيلم نموذج لمقاربة سينمائية لاذعة ومتهكّمة، من دون تناسي بنيانها الفني والدرامي والجمالي والأدائي المتماسك، لأحد أقطاب الصحافة المكتوبة، ولمساراته المهنيّة والحياتية والأخلاقية، رجل الأعمال الأميركي ويليام راندولف هيرست.
بمناسبة العروض التجارية لـ"ذا بوست"، فإن كثيرين يتذكّرون "كلّ رجال الرئيس" (1976)، لآلان ج. باكولا، بسبب مشتركٍ بينهما، يتمثّل بالرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون. ففي مقابل اهتمام سبيلبيرغ بـ"أوراق البنتاغون" الخاصّة بحرب فيتنام، يغوص باكولا في "فضيحة ووترغايت"، التي تسبّب بها الصحافيان كارل برنشتاين وبوب وودوورد، العاملان في "واشنطن بوست" ـ وهي الصحيفة نفسها المرتبطة بـ"أوراق البنتاغون" أيضاً، عبر شخصيتي مديرة الصحيفة كاترين غراهام (ميريل ستريب) ورئيس تحريرها بنجامن برادلي (توم هانكس) ـ والساعيان إلى كشف عملية تجسّس، قام بها رجال نيكسون ضد "الحزب الديمقراطي"، في أحد معاقله (مبنى "ووترغايت").
لم يكتفِ روبرت ريدفورد، في سيرته المهنيّة، بتأدية دور الصحافي بوب وودوورد، لأنه سيُشارك لاحقاً في فيلمين اثنين، يرتبطان بالإعلام المرئي، لكنهما يختلفان، أحدهما عن الآخر، على مستوى الموضوع والمعالجة. فالأول، "لقطة قريبة وشخصية" (1996) لجون آفنت، يدور حول علاقة مهنية وعاطفية، بين مراسل إعلامي ومذيعة جديدة (ميشيل بفايفر)، يُشرف على تدريباتها الأولى، تحديداً، ويدعمها ويدافع عنها في بدايات عملها، ثم يُغرم بها، قبل أن يُقتل أثناء تأديته إحدى مهمّاته الإعلامية في منطقة نزاع حربيّ.
أما الثاني، "حقيقة" لفاندربيلت، فيروي حكاية دان آرثر، المذيع الأول لبرنامج "60 دقيقة"، الذي تُنتجه الشبكة التلفزيونية الأميركية "سي. بي. آس. نيوز". والفيلم يتناول مُشاركة آرثر فريق عمل، بقيادة المنتجة ماري مابس (كايت بلانشيت)، في كشف فضيحة تهرّب الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، المرشّح حينها لدورة رئاسية ثانية، من الخدمة العسكرية، في مطلع شبابه، بفضل "علاقات قوية" ناشئة بين عائلته ومسؤولين كبار (بينهم قادة عسكريون) في ولاية تكساس، معقل النفوذ الاقتصادي والمالي والسياسي لعائلة بوش.
برنامج "60 دقيقة" نفسه سيكون نواة أساسية لـ The Insider (1999) لمايكل مان، بينما تظهر شبكة "سي. بي. آس." أيضاً في "عمتم مساء، وحظّاً سعيداً" (2005) لجورج كلوني (مخرجاً وممثلاً). كلّ فيلم منهما يختار موضوعاً واحداً، يعكس جانباً من المواجهات الحادّة بين الإعلام المرئي والسلطات الأميركية، إنْ تتمثّل السلطة بسطوة شركات تجارية ضخمة (الأول)، أو بنفوذ سياسي (الثاني). والموضوعان مستلاّن من وقائع حقيقية.
فالأول ينقل، سينمائياً، حكاية الإعلامي لويل برغمان (آل باتشينو)، أحد صانعي البرنامج، وجيفري ويغاند (راسل كرو)، نائب رئيس "قسم الأبحاث والتطوير"، في "شركة براون وويليامسن للتدخين".
والثاني، المستند إلى تقنية الأسود والأبيض في التصوير السينمائي، يعود إلى "الحقبة الماكارثية" في خمسينيات القرن الـ20، مُقدِّماً ما يُمكن اعتباره "حملة إعلامية مُضادة"، يقوم بها الثنائي إدوارد مورّو (ديفيد ستراثرن) وفْرد فرندلي (كلوني)، اللذين يعملان في برنامج "شاهِدْه الآن"، الذي يُبثّ على شاشة الشبكة نفسها.
في النصف الأول من تسعينيات القرن الـ20، يكشف ويغاند "حجم الأضرار الصحية للتدخين"، ويفضح "أكاذيب الشركة واحتيالها على القانون الأميركي في صناعة التبغ"، بمساعدة برغمان. لكن المخرج مايكل مان غير متوقّف عند مسألتي الكشف والفضح، بقدر ما يتوغّل في مصاعب المهنة، وخضوعها ـ أحياناً ـ لسلطة شركات أقوى ومصالح أهمّ، وللتحدّيات الجمّة التي يواجهها الإعلامي في مهنته.
ومع اشتداد "الحملة الماكارثية" ضد اليسار والشيوعيين في الولايات المتحدّة الأميركية، يبدأ الثنائي إدوارد مورّو، مُقدِّم برنامج "شاهِدْه الآن"، وفْرد فرندلي، منتجه، بتحقيق سلسلة حلقات حول "مطاردة الساحرات". وكما في فيلم مايكل مان، فإن العاملين في الشبكة التلفزيونية (سي. بي. آس.) يجدون أنفسهم في صراعٍ مع الإدارة العامة، بسبب مصالحها وسياساتها المهنية والمالية، ما يدفع كلوني إلى إيلاء هذا الجانب أولوية نقدية وسجالية، تترافق ووقائع المواجهة الإعلامية للحملة.
نديم جرجوره
↧
نهاد طربيه…مشوار الحياة والمرض والنجومية : أغنية “بدنا نتجوز عالعيد”
تنطبق أغنية "قالوا العذاب مشوار" التي غناها الفنان الراحل نهاد طربيه (1950) على حياته في كلماتها وألحانها. ابن بلدة صوفر، المصيف اللبناني الأخاذ، عشق الفن وهو في الخامسة من عمره. لم يكن مشوار نهاد طربيه مغمساً بالراحة، أو النجومية الكبيرة التي حظي بها أبناء جيله من الفنانين اللبنانيين. في ثلاثينه داهمه مرض "السُكري" فجعله أسيراً لهذا الداء الصامت، لكنه استغل الفرص التي سنحت له الظروف باستغلالها وعمل بجهد كبير، حتى استحق مكانة رفيعة في مصاف "النجوم" اللبنانيين.
عاش نهاد طربيه "ثقافات" عدة، وهي ما صبغت وجهة سيره في دنيا الغناء، من المنزل عُرف والده بشعره، وشغفه بالموسيقى، إلى المدرسة وتتلمذه على يد الأب يوسف الخوري، ثم التحاقه بفريق كورال كان يديره الفنان اللبناني الراحل زكي ناصيف.
في الخامسة، بدأ نهاد طربيه، يدندن أغنيات الموسيقار الراحل فريد الأطرش، لكنه لم يحصر صوته ولا موهبته في أسلوب وألحان فريد الأطرش، لم يكن مقلداً له أو مستنسخًا "لحالة" الأطرش الذي تقمصه بعضهم فانحصروا في العباءة، من دون تقدم يُذكر.
حمل نهاد طربيه، إضافة إلى فرادة صوته، تقنية خاصة في أدائه، المتنوع، وقدم أكثر من 300 أغنية طاف بها بين بيروت وباريس ثم القاهرة، مختتماً أول من أمس رحلة فنية امتدت حوالي 35 عاماً بعدما وافته المنية في باريس خارجاً من مطار شارل ديغول إثر نوبة قلبية.
عُرف نهاد طربيه بصوت هادئ، رصين، مطواع. بعد رحلة القرية والمدرسة نزح أهله إلى بيروت، وعاد للموسيقى في مدرسة "البر والإحسان" منطقة الطريق الجديدة في بيروت، تحت إشراف الأستاذ عفيف حنكش، الذي توقع له مستقبلاً فنيًا زاهراً. بعدها حمله والده إلى منزل الفنان الراحل وديع الصافي، الذي أمده بجرعة إضافية من التشجيع، حتى تقدم إلى برنامج "استديو الفن" للمخرج سيمون أسمر، الذي عرف كيف يوظف هذه الموهبة، ويستغلها، على التلفزيون. أعجب الناس بصوت نهاد طربيه، وبدأ يحيي الحفلات تباعاً بدءاً من مكان إقامته في منطقة الحازمية، ومناطق أخرى قبل أن تنطلق شرارة الحرب اللبنانية. وهو كما كل الفنانين اللبنانيين الذين هاجروا وقتها، غادر إلى العاصمة الفرنسية، وهناك وقفت إلى جانبه الفنانة الراحلة صباح، وطلبت من المتعهدين والمنتجين مساعدة ذلك الشاب بكل ما استطاعوا.
يتذكر نهاد طربيه موقف صباح، الداعم، ولهفتها لمساعدته في باريس، وكيف عرفّته إلى أصحاب المطاعم ومتعهدي الحفلات. ويقول في حديث لم ينشر، "لا أنسى فضل السيدة صباح، أبداً، كانت تتصل بي إلى باريس بصورة متقطعة قبل رحيلها وتطمئن إلى صحتي، وتوصيني بأن أنتبه من السُكري".
بعد فترة الحرب، والعمل في فرنسا، أطلق نهاد طربيه أغنية "بدنا نتجوز عالعيد" التي لحنها صدفة الموسيقار الراحل جورج يزبك، في الطائرة وهو في طريق العودة إلى بيروت برفقة نهاد طربيه، وسُجلت بتوجيهات الموسيقي الراحل رفيق حبيقة، وحققت نجاحاً كبيراً في فترة الحرب، حتى اليوم، وأصبحت بحسب نهاد طربيه، الأغنية التي كرست حضوره كنجم لبناني. ولا ينسى طربيه وقتها، موال "أنا لبناني" الذي كتبه له الشاعر الراحل الياس ناصر، فطَبَعَ في أذهان الجمهور اللبناني المقيم والمغترب الحنين إلى الوطن في عز الحرب.
https://www.youtube.com/watch?v=c90-y-yRYAE
لم يكتف طربيه بتجارب النجاح اللبناني. بين باريس التي أصبحت مكان إقامته، وبيروت التي لم يفارقها طويلاً إلا في السنوات الأخيرة، عرج إلى القاهرة في الثمانينيات، وهناك، كانت متعته الحقيقية بحسب ما يُخبر، في "قاهرة فريد الأطرش، ومحمد عبد الوهاب، أصبحت نهاد الآخر، التقيت بموسيقار الجيل محمد عبد الوهاب، منحني الثقة بعد وديع الصافي وآخرين، وسمح لي بإعادة تسجيل رائعته "قلبي بقللي كلام" التي أصدرتها لاحقاً في ألبوم حمل اسمها. تأثرت بعبد الوهاب، وجمعتنا صفات مطابقة في الشخصية والميول الموسيقية، والرؤى الفنية، بعدها كان لقائي بالموسيقار الراحل بليغ حمدي الذي كانت تشغله الحياة، ووضعه الصحي غير المستقر، لكنني نهاد طربيه، استرقت منه مجموعة من الألحان التي لاقت نجاحًا كبيراً يومها".
ويضيف: "القمر مسافر أعتبرها واحدة من أفضل الأغاني التي قدمتها للجمهور وبعدها كانت المشكلة الكبيرة في أغنية "حبيبي". سنوات من الانتظار لم تسمح للموسيقار بليغ حمدي بالانتهاء من لحنها، كل ما كان في جعبتي من هذا اللحن هو تسجيل موسيقي على العود بصوت الموسيقار الراحل لهذه الأغنية التي حاول الانتهاء منها لكن قدر الله كان سباقًا، حتى سجلتها بتوزيع موسيقي لم ينل من "نفس" بليغ في الموسيقى والمقدمة ولا حتى اللحن، بشكل عام".
في السنوات الأخيرة، غاب نهاد طربيه عن الأضواء، صحته لم تكن على ما يرام، زيارات قليلة كان يقوم بها إلى بيروت، منها مشاركته في تكريم الموسيقار الراحل فريد الأطرش في الأونيسكو 2015 ، ثم مشاركته في إعادة تسجيل أغنية "يا أميرة" مع الفنان الشاب وليد عوض وإطلاقها كدويتو لم يلق الصدى الإيجابي، وعزمه على إصدار ألبوم جديد تحدث عنه لكن القدر كان سباقاً فرحل الفنان صاحب الصوت النادر، الذي عُرف بالرقي ودماثة أخلاقه.
ربيع فران
↧
برهان غليون / المحنة السورية: حروب متعدّدة لشعب واحد
لم يعد الصراع السوري، منذ سنوات طويلة، صراعا داخليا، يجري من حول رهانات سياسية تتجسد في تغيير النظام الاستبدادي، والانتقال إلى نظام سياسي تعددي وديمقراطي، يخرج البلاد والشعب من المحنة التي عاشها خلال العقود السابقة، وأدت إلى الانفجار. فقد تحول بسرعة إلى صراع متعدّد الأبعاد، داخلي وإقليمي ودولي، واتخذ ويتخذ، بشكل متزايد، طابعا شموليا، تلتقي فيه عدة رهانات ثقافية واجتماعية وجيوستراتيجية. ولذلك، بدل أن ينحو إلى الهمود والتراجع، يزداد، مع مرور الوقت، تهيكلا وتعقيدا. ويصبح التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، وأولها الطرف السوري، المعني الأول بهذا الحل، صعب المنال في المدى المنظور، على الرغم من الاستعراضات الكثيرة، وعقد المؤتمرات، وتكرار جلسات الحوار والتصريحات الحماسية لهؤلاء وأولئك.
في خفايا الأزمة المديدة
وفي اعتقادي أن الحرب، المستمرة في سورية منذ سبع سنوات، تعكس تفجر أزمات ثلاث كبرى، ما زالت تعمل منذ عقود طويلة في المنطقة والعالم، وجاءت ثورات الربيع العربي لتفجرها، نظرا لما تمثله المنطقة من موقع في توازنات علاقة القوة والنفوذ الإقليمية والدولية. وهي مستمرة من خلال الحرب السورية التي تحولت إلى حاضنة لها جميعا، ومسرح نشر واستعراض القوى المتنازعة فيها، نظرا لما تمثله سورية أيضاً من موقع متميز على تقاطع هذه الأزمات الثلاث، وباتصال مباشر بقواها الرئيسية الإقليمية والدولية.
الأولى هي أزمة نظام الاستبداد الذي عم المنطقة، وحكم شعوبها بأساليب القرون الوسطى
ووسائلها، من وراء شعارات التقدم والاشتراكية والقومية والحداثة لدى بعضهم، والحفاظ على الهوية الدينية والإرث الثقافي لدى البعض الآخر، والصحوة الإسلامية والعداء لإسرائيل والصهيونية والغرب لدى البعض الثالث. وقاد، في جميع البلاد، بدرجات متفاوتة ولكنها متماثلة، إلى حكم القلة واحتكار السلطة. وأدّى، مع مرور الوقت، إلى قطيعة كاملة بين الطبقة الحاكمة والمجتمع بأغلبيته، لا يضمن تجاوزها سوى الاستخدام الموسع والشامل والمتعدّد الأشكال للعنف المادي والمعنوي، وقهر المختلفين في الرأي وسحق المعارضين والمحتجين وقتلهم إذا احتاج الأمر، أحياناً بالسر وبأعداد محدودة، أما الآن فعلنا وفي عمليات إبادة جماعية.
وفي سياق هذه القطيعة والطلاق بين الطبقات الحاكمة والشعب، تعطلت شروط التنمية والاستجابة حتى المحدودة لمطالب المجتمعات وتطلعاتها، وغزا البؤس والفاقة والجهل قطاعاتٍ متزايدة من السكان، وزاد التوتر واللجوء إلى العنف. وأصبح الفساد المستشري في دوائر السلطة والإدراة والمؤسسات المرتبطة بها الركن الثاني للنظم القائمة بعد استخدام العنف. وتحول من فساد شخصي وعرضي، يعكس أنانية الأفراد وغياب شعورهم بالواجب والمسؤولية وانعدام النزاهة، إلى منهج في القيادة، بمقدار ما أصبح شراء الضمائر وإرضاء فئات معينة من السكان الوسيلة الوحيدة لبناء قاعدةٍ اجتماعيةٍ، لنظام يعتمد أكثر فأكثر على الطبقة الزبائنية، بعد أن فقد مقدرته على التواصل مع المجتمع، والرد على مطالب طبقاته وفئاته المختلفة، وقطع الأمل بإمكانية توفير وسائل كسب تأييدها وثقتها.
والأزمة الثانية هي أزمة النظام الإقليمي الذي بقي كسيحاً، بسبب فشل الدول العربية في تفعيل جامعة الدول العربية، وإيجاد حل للصراعات القومية والدينية، والذي انهار أيضا على إثر الصراعات التي أطلقها انفجار الثورات، ضد النظم الاستبدادية والفاسدة والعاجزة معا، والتي فتحت معركة الصراع على الهيمنة الإقليمية والسيطرة على المشرق بين القوى الكبرى المتنافسة في الإقليم، فقد دفع القلق الذي استبد ببعض النظم جرّاء انتشار هذه الثورات إلى الخروج من حدودها، من أجل خوض معاركها على أراضي البلاد الأخرى، بدل أن تضطر إلى خوضها على أراضيها، وقطع الطريق على تفجر ثوراتها الشعبية، كما أطلق انهيار بعض الدول أمام ثوراتها العنان، لدى بعض النظم التي لا تزال تتمتع بحد من التماسك، لأحلامها الإمبراطورية واستغلال الأوضاع القلقة لتحقيق أهدافها التوسعية، أو بسط سيطرتها على مواقع مختارة، أو اقتطاع مناطق نفوذ لها في محيطها والمنطقة. وفتحت هذه الصراعات المتقاطعة الحرب من أجل إعادة ترتيب المواقع والمراكز الاستراتيجية. وكانت أيضا امتحانا لقوة التحالفات القائمة بين دول الإقليم، في ما بينها، وبينها وبين القوى الدولية. وهي حرب طاحنة للسيطرة على الشرق الأوسط، تكسرت فيها جميع المواثيق والالتزامات الدولية، وتجاوز عنفها كل حدود الانتهاكات التي عرفتها الدول المتحضرة في العصر الحديث.
والأزمة الثالثة هي أزمة نظام العلاقات الدولية التي لا تزال تتفاقم منذ انهيار الاتحاد السوفييتي السابق، وفشل الولايات المتحدة الأميركية في فرض قيادتها العالمية، بعد خسارتها الحروب العديدة، وإخفاقها الذريع في إدارة النزاعات الدولية في أفغانستان والعراق وليبيا وكوريا الشمالية وإيران وغيرها، وإضاعة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يمثل القوة العسكرية الدولية الأكثر تأثيرا في العالم هويته، وعجز أعضائه عن التفاهم على أهداف وأجندة واحدة، بالإضافة إلى تعطيل مؤسسات الأمم المتحدة وشللها. ولا شك أن حدة النزاعات الدولية التي جرت ولا تزال في المشرق، والتي استدعت وضع موسكو 11 فيتو ضد قرارات دولية إجماعية، في ما يتعلق بالمسألة السورية وحدها، أجهزت على آخر ما تبقى من دور للامم المتحدة ومجلس الأمن. وهذا ما أكده فشله في تطبيق قراراته والنجاح في أي مبادرة أو جهد لتقديم حماية للمدنيين المعرّضين لحرب إبادة جماعية، وتنفيذ قرار كسر الحظر والحصار المفروض على المدن والقرى والأحياء المحرومة من الغذاء والدواء سنوات عديدة متواصلة. وكان ذلك كله من الأسباب العديدة التي أفقدت المنظمة الدولية الراعية للسلام والأمن الدوليين صدقيتها، وحرمتها من المكانة والرمزية التي كانت تحظى بها، حتى أصبح نشطاء حقوق الإنسان يتردّدون في الكتابة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، لحثه على القيام بأي جهد أو مساعدة.
والواقع أن انهيار القيادة الأميركية للسياسة الدولية بدل أن تفتح الطريق أمام ظهور قيادة جديدة
دولية أكثر اتزانا وحيادية وتعددية، وقبولا من المجتمع الدولي، أي أكثر صدقية وفعالية، أثارت شهية دول عديدة، صغيرة وكبيرة، لملء الفراغ الذي تركه الانسحاب الأميركي النسبي، والسعي إلى فرض أجندتها الخاصة، وإبراز تحرّرها من الالتزامات القانونية وتحديها ما كان يسمى الشرعية الدولية. وأدى فشل محاولات إصلاح نظام الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتوسيع دائرة عضويته، وإدخال دول جديدة إليه، إلى ما يشبه العودة بحقل العلاقات الدولية إلى ما قبل اتفاقية ويستفاليا في القرن السابع عشر التي كرست، مبدئيا، قاعدة احترام سيادة الدول، وحقها في الحفاظ على حدودها الجغرافية، وأعادت إلى الحياة في القرن الواحد والعشرين الحق القديم في الفتح والغزو، وضم أراضي الغير، ومكافأة القوة، والاعتراف بما تحققه من مكاسب، بصرف النظر عن الخاسرين والخسائر الجانبية.
سورية مسرح لكل الحروب
تلتقي هذه الصراعات والحروب الطويلة الثلاث الجارية اليوم، وتتقاطع على الأرض السورية، ومن حول القضية السورية. تدافع نظم الاستبداد المنقطعة عن شعوبها والخائفة من انتفاضاتها، والمستعصية، في الوقت نفسه، على أي إصلاح، عن نفسها بشراسةٍ لا حدود لها، وتجعل من الصراع الداخلي السوري ملتقى حروبٍ أهلية وإقليمية، متقاطعة، تشارك فيها قوى كبرى، وتصرف عليها موارد غير معهودة في أي صراعات سياسية، أو ثورات شعبية ضد نظم استبدادية. في سورية، لا يقتصر الأمر على دفاع نظام الأسد الهزيل عن نفسه بقواه الكبيرة التي راكمها خلال نصف قرن، وأعدها لهذا الحدث الجلل، وإنما يشارك في هذه الحرب، لكسر ظهر الثورة السورية، وتلقين السوريين، ومن خلالهم شعوب المنطقة بأكملها، درسا لا يمكن نسيانه، في ثمن الحرية وتكاليفها المادية والبشرية، النظام التيوقراطي الإيراني والنظام الروسي الذي يختزل بنفسه تاريخ القيصرية والإرث السوفييتي الشمولي في الوقت نفسه، ومعهما نظم المنطقة المختلفة الأخرى، بعضها لسحق إرادة الثورة الشعبية، وبعض آخر لاحتوائها واحتواء مضاعفاتها الإقليمية، كدول الخليج أو أغلبها.
ومن وراء هذه الحرب الهادفة إلى تقويض إرادة الثورة الشعبية التي أصبحت هاجس نظم المنطقة، تدور رحى حرب السيطرة الإقليمية التي تهدف هي نفسها أيضا إلى تعزيز مواقع الدول الكبيرة، واحدتها تجاه الأخرى، وضمان سيطرتها على مصادر الخطر، أو تعزيز قوتها بتحالفات موسعة، أو بالسيطرة على دول وعواصم أخرى، ومقايضتها مقابل تنازلات أو مواقع نفوذ أو أدوار أفضل على رقعة السياسة الدولية. ومن هنا، تبدو الحرب الإقليمية كأنها امتداد للحرب السورية الداخلية، بمقدار ما يرتبط الصراع على السيطرة الإقليمية بالسيطرة على سورية، ويتفق سحق الثورة الشعبية فيها، مع تعزيز قوة النظم الاستبدادية المهدّدة من التطورات المقبلة، وتعزيز نفوذها واستقرارها.
لكن الحرب الأعمق والأقل ظهورا (أو شفافية بالأحرى) هي الحرب الدولية لإعادة توزيع
دوائر القوة والنفوذ بين الدول الكبرى المتنافسة على السيطرة العالمية. وتتحول الحرب السورية إلى امتحانٍ لمقدرات الدول الكبرى على القيادة والمبادرة والسيطرة. لا يعني هذا أن من يسيطر على سورية يضمن الوصول إلى القيادة العالمية، أو تثبيت ادعائه لها، لكنه يعني تأكيد دوره وحقه في المشاركة في صناعة السياسة الدولية، والشرق الأوسط هو إحدى الساحات النادرة المتبقية لإثبات الجدارة في الصراعات الخارجية، نظرا لما يمثله من ساحة مفتوحة لا تضبط العلاقات والنزاعات فيها أي اتفاقيات، ولا تتمتع بأي شكل من التنظيم الإقليمي، وكذلك لما تتميز به من موقع جيوسياسي وجيوستراتيجي وموارد استراتيجية حساسة، وما ينطوي التحكم بمساره ومصيره من رهاناتٍ تتجاوز الشؤون الاقتصادية والطاقة، وتمتد إلى مشكلات الأمن العالمي والخيارات (أو التوجهات) الفكرية والثقافية الدولية.
باختصار، أصبحت المعركة الدائرة في سورية منذ سنوات سبع معركة جامعة لثلاثة أنواع من الصراع:
الصراع على مستقبل النظام السياسي السائد في المنطقة، وهو نظام متهافت، ومنخور، ومهدد بالسقوط. ومن وراء ذلك، ولهذا السبب أيضا، معركة السيطرة الإقليمية، أي تحديد من هي القوى الإقليمية التي سوف ترث نظام ما بعد الاستبداد في المنطقة، وفي أي اتجاه، ولمصلحة أي قوة إقليمية سوف تصب، إيران أو تركيا أو إسرائيل أو التكتل العربي الذي يكاد يعلن عن نهايته من دون أن ينبس ببنت شفة. لكن مصير الشرق الأوسط، ونوعية القوى التي ستسيطر عليه، والأيديولوجيات التي ستهيمن على شعوبه ليست مسألة شرق أوسطية فحسب، لكنها تدخل أيضا في حسابات تحولات القوى الدولية. فمن خلال حسمهم المعركة السورية والإقليمية، يسعى الروس إلى موضعة أنفسهم في موقع أقوى مما كانوا يملكونه حتى الآن في سلم تراتب القوى العالمية، ويطمحون من خلال انتصارهم فيها إلى أن يفرضوا أنفسهم شريكا في السياسة الدولية، ويعترف لهم بدور أصيل في توجيه التوجهات والخيارات الكبرى، والمساهمة في رسم أجندة السياسة العالمية.
المِحنة السورية المستمرة منذ نصف قرن، لكن التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من العنف، ليست من إنتاج الأسد ونظامه الدموي فحسب، لكنها الثمن الضروري لبقاء نظام الولي الفقيه في إيران وجميع النظم الاستبدادية الفاسدة والعاجزة عن الإصلاح. وجميعها تدافع في الحرب السورية عن نفسها، وتتفاهم على قطع الطريق على أي تغيير. الشعب السوري لا يدفع ثمن حريته فحسب، ولكن حرية جميع شعوب الشرق، وهذا هو أحد أكبر أسباب اشتداد معاناته، وتمديد أجل الحرب.
وبالمثل، ليس صعود القوة الإيرانية على حساب الكتلة العربية، وفي مركزها اليوم دول الخليج الغنية، هو السبب الرئيسي في الانهيار الإقليمي الراهن، وإنما تراجع قوة دول جامعة الدول العربية، أو بالأحرى فشلها، وإخفاق العرب في بناء نظام للأمن والتعاون بين الدول الإقليمية، يساهم في تكوين منظومة للتعاون الإقليمي، ويمنع حصول فراغ القوة الذي أثار شهية إيران، والدول الأخرى الإقليمية وغير الإقليمية. والشعب السوري يدفع أيضا من دم أبنائه ثمن هذا الفشل العربي والفراغ الاستراتيجي الذي تركه في المنطقة، وما أدى إليه من خلل في توازنات القوة الإقليمية، ودعوة إلى الطامحين والطامعين لاستغلاله لصالحهم.
ويسري المنطق نفسه على ما نشهده من تغوّل روسي في الفضاء المشرقي على صعيد العلاقات الدولية، فلا يرتبط هذا التغول بسياسة النأي بالنفس التي راعت بها واشنطن المصالح الإيرانية، وشجعت طهران على انتهاك الأعراف والمواثيق الدولية، والتوسع في الإقليم بوسائل لاشرعية، وإنما هو ثمرة انفجار أزمة العلاقات الدولية، وانقسام العالم من جديد بين محورين يتنازعان السيطرة والتوجهات العالمية السياسية والأيديولوجية، محور روسيا إيران الصين ودول البركس ومحور الدول الغربية واليابان وبعض الدول الشرق أوسطية. ويعود جزء من المحنة السورية أيضا إلى هذا الاختلال المتزايد في النظام الدولي، والفوضى المتنامية في فضائه على حساب القوانين والمواثيق والأعراف المتهاوية.
ليس ما يجري في سورية حربا عالمية تشارك فيها مجموعة كبيرة من الدول لاقتسام النفوذ والسيطرة والموارد، لكنها حرب عولمية، تتداخل فيها معارك السيطرة السياسية والإقليمية والعالمية. وهي أول مثال نموذجي لهذه الحرب التي تتفاعل فيها الصراعات على جميع المستويات، ويشعر فيها الجميع بالانخراط حتى من دون المشاركة في جهدها العسكري.
لم تكن سورية السبب في تفجر هذه الأزمات، لكنها ضحية التقائها على أرضها، بمقدار ما وجدت، من حيث الجغرافية السياسية والتوقيت الزمني، على مفترق طرق تقاطعت فيه جميع مستوياتها، في نقطة حساسة من التوازنات التي تقوم عليها النظم الثلاث المأزومة والمتفجرة: السياسية والإقليمية والدولية، أعني نظام الاستبداد المشرقي المهدد بالثورات الشعبية، والنظام الإقليمي المجتاح من قوى طهران الظلامية، والنظام الدولي الذي فقد توازنه القديم مع تنامي عجز الولايات المتحدة عن القيادة بل فشلها، وانحسار قوة الغرب وهيمنته العالمية، وبروز شهية القوى الجديدة، الصاعدة أو الناقمة، وإرادتها للتقدم ومحاولة السيطرة عليه، أو تعديل توازنات القوى لصالحها فيه.
نحو انتداب دولي متعدّد ولا حلول
ليس هناك حل سريع ولا منفرد لهذه الأزمات الثلاث الكبرى. ومما يزيد من تعقيد المشكلة، وتضييق فرص الحل الرهانات الإقليمية والدولية المتنامية التي تدخل الآن في الصراع،
والتناقض الكبير في تصور كل منها لمصالحها الاستراتيجية والأمنية، وادّعاء بعضها الحق في المشاركة في تقرير مصير سورية ومستقبل أبنائها، إما لما قامت به من استثمارات قبل الحرب وبعدها، أو لما يرتبط به مشروعها من حاجةٍ إلى الفضاء السوري، أو لقربها منها، أو ولاء نظامها المتهاوي السابق لها. هكذا لا يوجد حل سوري يمكن أن يرضي طهران التي تعتبر سورية منطقة نفوذ شرعي ودائم وكامل لها، بسبب ما استثمرت فيها منذ عقود، وما تعتقد أنه حقها في الدفاع عن نظامٍ موال لها وحليفها، وصيدها الأثمن في السنوات العشر الماضية، وأن تقبل به، في الوقت نفسه، دول الخليج العربي والسعودية التي تعتبر سورية، عن حق، خط الدفاع الأول عن أمنها الوطني، وكذلك تركيا التي كانت سورية المدخل الرئيسي لها إلى المشرق العربي، بعد قطيعة تاريخية طويلة، وسوقا مفتوحا لبضائعها، وشريكا اقتصاديا واعدا منذ توقيع اتفاقية التجارة الحرّة في منتصف العقد الأول من هذا القرن، وما بالك بقبول إسرائيل التي ترى في طهران النازعة إلى امتلاك السلاح النووي الخطر الأكبر عليها في المنطقة، وتعتبر أي وجود لإيران وحرسها الثوري ومليشياتها في سورية خطا أحمر، ولا تتردّد في التدخل في أي وقت لضرب مواقع لمليشياتها ولحزب الله في الأراضي السورية.
ولا يختلف الامر بالنسبة للمحورين الدوليين اللذين يضمّان، من جهة، تحالفا روسيا إيرانيا، وتقف وراءه الصين وكبريات دول أميركا اللاتينية، والمحورالغربي الذي تقوده الولايات المتحدة. فقد تحولت سورية، في نظر موسكو، إلى المدخل الرئيسي لاعادة التوازن في العلاقات الروسية الغربية، وربما، في ذهنها، لقلب الطاولة على الغرب، في منطقةٍ حساسة من الناحية الجيوستراتيجية، واستعادة مكانتها الدولية، وتحسين موقفها التفاوضي على صعيد السياسات الدولية، بعد تهميشها الطويل منذ سقوط جدار برلين، في الوقت الذي لا ترى الدول الغربية، والأوروبية بشكل خاص، في سورية شريكا تقليديا تاريخيا، كانت في أساس انشائه كدولة في العصر الحديث، وإنما، أكثر من ذلك، مفتاحا أساسيا للحفاظ على سيطرتها التاريخية على أهم عقدة مواصلات جيوسياسية ومسرح لاستعراض القوة والنفوذ في الوقت الراهن، من دون الحديث عن موارد المشرق الاقتصادية وأسواقه وموقعه في الميراث الثقافي العالمي وإرثه الديني.
لهذه الأسباب، لن يكون من السهل التوصل إلى حل نهائي قريب للحرب السورية التي لم تعد سورية فحسب، لا بالوسائل السياسية عبر المفاوضات، سواء أكانت في سوتشي أو أستانة أو جنيف، ولا بالوسائل العسكرية. ما نحن مهدّدون بالحصول عليه في الوضع الراهن هو تكريس الوضع القائم مع صراعاتٍ أخيرةٍ على رسم حدود مناطق النفوذ، وتحويل سورية إلى جزر معزولة، أو مناطق شبه آمنة، تضمن الحد الأدنى من عودة الحياة الاقتصادية للبلاد، تحت سلطات انتداب متعدّدة، تحتكر وظائف السيادة واستخدام القوة، تنسق فيما بينها وتتنازع، في الوقت نفسه، على إدارة الأزمة المستديمة، بانتظار أن تتبلور معالم النظام الدولي والنظام الإقليمي الجديدين في امتحان القوة المتصاعد الذي أطلقه انهيار التوازنات القديمة.
السؤال الأهم هو: ماذا ينبغي علينا، نحن السوريين، أن نفعل في هذه الحالة، والعرب ليسوا بعيدين عنا، لمواجهة هذا المصير، والانتقال من وضعنا الراهن كضحية للصراعات الإقليمية والدولية إلى فاعل فيها؟
برهان غليون
↧
↧
لوحة صهيونية في غاليري الأسد : خطيب بدلة
اتصل بي شخص لا أعرفه، وقدّم لي نفسه قائلاً إن اسمه عبدو، ويكنى أبو محمد. وقال إنه يتابع قصصي ومقالاتي الصحافية التي يراها جميلة ومتميزة. وأكد على أن نقدي النظام كان يدل على شجاعة استثنائية حينما كنتُ أعيش في سورية، لكنه الآن لم يعد خطيراً جداً، فقد كان لدى النظام هدف واحد منذ البداية، هو إخراج المعارضين الذين يطالبون بدولةٍ مدنيةٍ ديمقراطية من البلد، باعتبار أنهم الوحيدون الذين يشكلون خطراً حقيقياً عليه، وبما أنك خرجتَ مع الخارجين فإن النظام لا يضعك في أولوياته.. وقال: ولكنني، بصراحة، أخاف عليك بسبب تماديك في نقد الجماعات الإسلامية، وبالأخص جبهة النصرة التي تحكم المناطق الخارجة عن سيطرة والنظام.. وقال إنه من الممكن أن يطاولك مؤيدو "النصرة" حيثما كنت في دول الجوار، ولا تنسَ أن هذه الجماعات، مهما ظهر من خلافاتٍ فيما بينها، يبقون على تَوَاصُل، ويمكن أن يقدم أحدُهم للآخر خدمة قتل شخص أعزل في مكان ما.
ولأنني أحسست الصدقَ في نبرة صوت الرجل، شكرته على مشاعره الطيبة، وحكيت له عن مشاجرةٍ جماعيةٍ وقعت في بلدتي معرتمصرين قبل حوالي سبعين سنة، أُوْقِفَ على إثرها عددٌ من أعمامي في مخفر الدرك. ولدى تسجيل أسمائهم في دفتر الضبوط اتضح للمحقق أن نسبة أربعين بالمئة منهم تقريباً يَحملون اسم "محمد بدلة: أبو عبدو"، ونسبة أربعين بالمئة يحملون اسم "عبدو بدلة: أبو محمد".. وأما العشرون بالمئة الباقون فأسماؤهم مشتقة من محمد وعبدو، وهي من قبيل: أحمد، محمود، حمدو، حميّد، عبود، عبيّد..، وقد سألهم المحقق إن كانوا يحملون هذه الأسماء بسبب التَدَيُّـن الشديد، فكان الجواب بالنفي القاطع، وأوضحوا له أن كل واحد مسمى على اسم جَدِّه، وأما لماذا سمي أجدادهم بهذه الأسماء فهم لا يعرفون.
سألني الشخص المتصل، المدعو أبو محمد، عن مغزى هذه الحكاية، فقلت له: إن الأسماء وجدت أساساً للتمييز بين البشر، وأما نحن، أهلَ هذه البلاد، فقد وجدت أسماؤنا لتزيدنا تشابهاً وابتعاداً عن التعيين.. وهأنذا أسألك عن اسمك فتقول لي "عبدو.. أبو محمد".
اعتذر أبو محمد عن هذا الخطأ، وقدم لي اسمه الصريح. وقال إن قلبه لا يطاوعه في نصحي بالتوقف عن "شرشحة" نظام الاستبداد والجماعات المستبدة التي لَعَنَتْ سنسفيلَ ثورتنا. ولكنه، من منطلق الحرص علي، يقترح أن أستخدم، في أثناء الانتقاد، لغةً مواربة تُعمي عني أعين كتاب التقارير، ولعلمك أن جبهة النصرة وداعش وجند الأقصى وجيش الإسلام صار عندهم كتاب تقارير، مثل نظام بيت الأسد، وحبة مسك.
انفتحت شهيتي، وأنا أسمع المُقْتَرَح الخاص باستخدام اللغة المواربة، على رواية الحكايات والطرائف للأخ العزيز أبي محمد. حكيت له عن أمسيةٍ أدبيةٍ أقيمت يوما في المركز الثقافي في الرّقة، وهناك قرأ صديقنا الشاعرُ "فؤاد" قصيدة يبدأها بقوله: من زاوية في المقهى ينسلُّ المُخْبِرُون.. فانتظره أحد المخبرين الجالسين في القاعة، حتى فرغ من الإلقاء، وقال له: لو أنك، يا أستاذ، لجأتَ إلى التورية فقلت، عوضاً عن المخبرين: عَيْنٌ تَلِصُّ.. فقال فؤاد: أُفَضِّلُ أن ألقي قصيدتي في القمامة على أن أستخدم عبارة "عينٌ تلصُّ".
وعلى سيرة المخبرين والتورية، كان صديقُنا الراحل عبد القادر عبدللي قد شارك في معرض جماعي لفناني محافظة إدلب، وكانت إحدى لوحاته السوريالية تشير إلى فساد ودمار وتخريب للبلاد. وفي أثناء تجول أحد مسؤولي حزب البعث في المعرض، توقف عند اللوحة، وقال: هذه اللوحة صهيونية.. وقال لعبد القادر: ارسم لنا لوحة بعنوان "لن نركع"، فارتجفت شفة عبد القادر العليا، كعادته عندما يغضب، وقال: أنا اختصاصي رسم لوحات صهيونية، وأما لوحة "لن نركع" فارسمها أنت وجماعتك.
وأدار له ظهره، وغادر المعرض.
خطيب بدلة
↧
“؟ نو نو.. الحكومة إيز فيري غوود” Very Good : سلام الكواكبي
تناقل السوريون، كما بعض المهتمين بقضيتهم من غير السوريين، وهم في تناقص مذهل، شريطاً قصيراً يُظهر فيه التلعثم، بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى، الذي خرج من أشداق مذيعين شابين "مسكينين" في محطة سورية خاصة تبث من دمشق. فقد وقع المحاوران في "شر أعمالهما"، وبان بجلاء غباءهما الشخصي، أو الموجّه ممن يُشرف عليهما، حينما "استنطقا" بالعربية المتصنّعة، وبالإنكليزية المشوّهة، وبخفّة الاعلام السوري الراسخة والمستوحاة من البرنامج المؤسس "غداً نلتقي"، صحفية بريطانية محترفة اسمها إيزبيل أونغ، كانت قد صورت في سورية في نهاية سنة 2016 فيلماً وثائقياً عما جرى عشية معركة حلب النهائية، وكان قد جرى بثّه من دون أن ينتبه إليه أغلب المتربصين.
يوضح المقطع المتداول من المقابلة/ الفضيحة أن هذه الشابة البريطانية من أصول صينية تعمّدت إحراج محاوريها لاكتشافها المبكر دورهما الببغائي، ولضعف حيلتهما المهنية، كما الإنسانية.
في بدايته، سألها المذيع، بإنكليزيته العرجاء، عن "أهداف زيارتها الأساسية"، فأجابته بهدوء أسطوري، تغلي من تحته البراكين، بأنها أرادت البحث، بعيداً عن وجهة نظر الحكومة، في ما يجري في البلاد، كما أنها سعت إلى معرفة طبيعة حياة السوريين. كما أنها أشارت إلى صدمتها بالعدد الهائل من الملصقات التي تفترض ولاءً موجّهاً لنظام سياسي، لتنهي إجابتها بسؤال السائلين عن رأيهما في الموضوع.
صفعةٌ لم تكن لا على البال، ولا على الخاطر، أودت المحاورين إلى قعر بئر الصمت، ما دفع المذيعة الثانية إلى سؤالها، بثقل دم أسطوري، إن كانت قد وجدت صعوبة خلال تنقلها في
المدن السورية، أو خلال زيارة مناطق محددة. وقد أودت محاولة الإنقاذ من الإحراج الكبير هذه بالمقابلة إلى حيث لم يتوقع أحد، من معدّيها ومن مقدّميها، لأن الصحفية أونغ أوضحت، صراحةً، أنها عانت من متابعة عناصر حكومية عملها في كل تفاصيله، كما أنها ذكرت أن كل تحركاتها الإعلامية في سورية كانت بحاجة لموافقات متعدّدة، منوهة إلى أن هذا التعامل جعل من حديثها مع الناس يجري بصعوبة. وقامت، في المقابل، بتحويل السؤال إلى محاوريها، سعياً إلى تحفيز الإنسان فيهما، بعيداً عن الغباء المنهجي، والخوف البنيوي، وطلبت إيضاحاً عن سبب هذه التصرفات الحكومية مع الإعلام الأجنبي، معتبرة أن الإعلام عموماً يتعرّض لضغوطٍ عدة في سورية. وعاد المحاوران إلى أسفل بئر الصمت، لتُنهي أونغ الحديث بسؤال تأسيسي عن الإمكانية في المطلق لأي منهما بالإجابة، ولو على سؤال مما طرحته. وقد أُنهيت المقابلة التي كانت تُبثّ على الهواء مباشرةً عند هذا الحد، بأمر سلطاني حتماً.
ليس ما ورد على لسان الصحفية الشابة جديدا على من عمل في الحقل الإعلامي السوري، ولمن خَبِرَ خصوصاً كيفية التعاطي مع الإعلام الأجنبي المشكوك فيه دائماً حتى يثبت العكس. في المقابل، دفعتني هذه المقابلة إلى البحث في عمل الصحفية الشابة، والتعرّف أكثر على تحقيقها حول سورية، لأجد عملاً مهنياً عالي المستوى، على الرغم من خضوع تنفيذه لمحظورات. وبالتالي، لم تعد الحجج التي يحتمي وراءها بعض الصحفيين بخصوص القيود المفروضة عليهم كافيةً لتبرير ميل تحقيقاتهم إلى تجميل صورة السلطة، أو ترويج خطابها. وكما وضح من مقابلتها القصيرة، أو من خلال الأسئلة التي طرحتها على محاوريها من المقرّبين من السلطة، فهي لم تكتف بأجوبتهم المبتورة، أو بإيحاءاتهم البعيدة عن المنطق التاريخي، أو السياسي، لتُعيد السؤال المحرج بصيغة مختلفة، ساعية إلى الحصول على جواب معقول وأقرب إلى التصديق، وبما أن هذا مستحيل لمن يشغلون مواقع انتفاعية، أو لمن هم يخشون عواقب نظرات المرافق الأمني التهديدية، فقد بانت رسالة العمل لمن يتابعه بحذق، على الرغم من ظن بعضهم بأنها تعرض وجهة نظر السلطة وحدها.
هذا الأسلوب الذي يعتمد على مبدأ "من فمك أدينك"، والذي أبدع في استخدامه الراحل المبدع عمر أميرالاي في فيلم "الحياة اليومية لقرية سورية"، خصوصاً في مشهد مدير المدرسة، هو مدرسة في علم التقصي والتحقيق. فليس ضرورياً أن يسعى عمل ما للحصول على آراء معاكسة لما يورده متشدقو السلطة، بل يكفي أن يكون المحاور على دراية وثقافة سياسية جيدة، لكي يُحرج من يقعون بغبائهم في فخه المهني. كما يحتاج هذا الى إرادة مهنية، تستند إلى مبادئ إنسانية، بعيداً عن التحزّب أو المناصرة الغوغائية التي تضرّ قضيتها.
في بدايات الألفية، أدرت حواراً حول صورة سورية في الإعلام الفرنسي، وسألت المذيعة الرسمية من التلفزيون السوري ضيوفي قبلها عن رأيهم بهذه الصورة، فأتتها أجوبةٌ عموميةٌ بعيداً عن السياسة، للإشارة إلى الحضارة والآثار والتقاليد الثرية. فانتقلت إلى سؤالها الثاني المُعدّ مسبقاً قائلة: وما هي أفضل طريقة لتغيير هذه الصورة؟". غباءٌ مؤطّر له تقاليد وعراقة من الصعب التخلص منهما.
في نهاية تحقيق إيزابيل أونغ، يُجيب مواطن سوري من حمص المدمرة جراء القصف الجوي إن كان للحكومة أية مسؤولية فيما حصل، فيجيب، وخوف العالم يقطر دمعاً في عينيه "الحكومة؟ نو نو.. الحكومة إيز فيري غوود". هذا يكفي، وشكرا للمهنية.
سلام الكواكبي
↧
روسيا : عدد المغتربين والمهاجرين يراوح بين 10 ملايين و12 مليوناً.
تواصل السلطات الروسية منذ بضع سنوات حملة مكافحة ما يعرف بـ"الشقق المطاطية" التي تستخدم كمحلات إقامة وهمية للمهاجرين هدفها استيفاء الشروط المطلوبة للعمل في روسيا. ومع بداية العام الجديد، أصدرت محكمة مدينة نوفوسيبيرسك حكماً بالسجن عامين مع وقف التنفيذ بحق ثلاثة أشخاص لإدانتهم بتسجيل إقامة عشرات المهاجرين في الشقق نفسها، بهدف تقنين أوضاعهم في البلاد.
في العاصمة موسكو، جرى توقيف شخصين مشتبه بضلوعهما في تسجيل إقامة نحو 30 مهاجراً في شققهم، كما يواجه مالك "شقة مطاطية" في جمهورية موردوفيا سجناً لمدة ثلاث سنوات بسبب تسجيله سبعة أجانب في بيته الصغير.
في نهاية العام الماضي، داهم أفراد الأمن في مدينة سان بطرسبرغ العاصمة الشمالية الروسية، شقتين كان يقطنهما 57 أجنبياً. أما الرقم القياسي المطلق، فيعود إلى مدينة أوسوريسك، إذ جرى تسجيل إقامة وهمية لألفي مهاجر من الصين وبلدان رابطة الدول المستقلة في شقة واحدة!
في أحيان كثيرة، يلجأ المهاجرون من آسيا الوسطى إلى قبول تسجيلهم بمحال إقامة وهمية من أجل العمل في روسيا في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في بلدانهم. ومع تشديد تطبيق قوانين الإقامة والهجرة، يضطر بعض المهاجرين للعمل بصورة غير شرعية، ما يعرضهم لخطر الاعتقال والتغريم، ناهيك عن مخاطر النصب من قبل أرباب العمل، والإقامة في ظروف غير إنسانية وغير آمنة.
مع ذلك، يعتبر رئيس اتحاد المغتربين في روسيا، رينات كريموف، أنّ إجراءات مكافحة "الشقق المطاطية" تستهدف بالدرجة الأولى أصحاب هذه الشقق، من دون أن تغير أوضاع المهاجرين نحو الأفضل أو الأسوأ. يقول كريموف في حديث إلى "العربي الجديد": "منذ بدء تطبيق المسؤولية الجنائية عن تسجيل الأجانب بمحلات إقامة وهمية، بات أصحاب الشقق المطاطية مستهدفين، لكنّ أوضاع المهاجرين لم تتغير، وما زالوا يقيمون بشكل جماعي في شقق صغيرة وبلا عقود إيجار رسمية، ويعملون من دون عقود أيضاً".
يوضح كريموف أنّ مساكن المهاجرين أصبحت أقل عرضة للتفتيش منذ قررت المحكمة الدستورية الروسية مراجعة بند القانون رقم 109 (تسجيل المواطنين الأجانب والأشخاص بلا دولة في روسيا الاتحادية) الذي يلزم الأجانب بتسجيل أنفسهم بمحل الإقامة خلال سبعة أيام عملاً من تاريخ وصولهم.
من بين المشاكل الأخرى التي يواجهها المهاجرون في روسيا، يشير كريموف إلى ضعف تسامح الروس معهم: "كان سكان الاتحاد السوفييتي أكثر تسامحاً، أما الآن، فقد يسمع المغتربون ألفاظاً غير لائقة موجهة إليهم، وفي أحيان كثيرة يوقفهم رجال الشرطة للتحقق من أوراقهم". يدعو كريموف سكان موسكو إلى التعامل بصورة أكثر إنسانية مع المغتربين: "يتولى العمال الأجانب تنظيف الأفنية ومداخل العمارات، ويقومون بأعمال البناء، فيجب أن يتوفر لهم مأوى". يضيف: "ليقل أهل موسكو إنّهم لم يعودوا يحتاجون إلى خدمات المهاجرين غير الشرعيين، ويتولوا أعمالهم بأنفسهم".
ليست "الشقق المطاطية" حكراً على المهاجرين الأجانب، بل هناك مواطنون روس يشترون حصصاً وهمية لا تزيد عن متر مربع واحد لتغيير محال إقامتهم الدائمة وتحويله إلى العاصمة موسكو والاستفادة من الخدمات والرعاية الاجتماعية التي تتميز بها العاصمة عن المدن الصغيرة، ناهيك عن حالات شرائها بهدف ابتزاز المالك الفعلي، إذ لا يجوز بيع العقار إلا بموافقة جميع الملاّك.
وبحسب لاعبين في سوق العقارات في العاصمة الروسية، فإنّ هناك بضعة آلاف من الحصص الصغيرة بشقق موسكو معروضة للبيع حالياً بأسعار زهيدة تتراوح بين 3 آلاف دولار أميركي و6 آلاف، أي ما يعادل سعر متر أو مترين، وفق الأسعار السائدة في السوق.
ولعلّ هذا ما دفع نواب مجلس الدوما (النواب) الروسي إلى مناقشة مشروع قانون يقضي بأن يكون الحد الأدنى لشراء حصة في عقارات موسكو، 10 أمتار مربعة، مع استثناء حالات انتقال حصص أصغر بالوراثة أو بسبب الطلاق من هذا الشرط.
منذ دخول قانون مكافحة "الشقق المطاطية" الذي يقضي بمعاقبة من يمنح تسجيلات إقامة وهمية بغرامات كبيرة وصولاً إلى السجن، حيز التنفيذ في نهاية عام 2013، تراجع عدد مثل هذه الشقق بنسبة 90 في المائة، وفق بيانات مصلحة الهجرة الفدرالية الروسية. مع ذلك، ما زال عدد "الشقق المطاطية" في روسيا يفوق 1100 شقة، وفق الأرقام التي أعلنها رئيس مصلحة الهجرة، قسطنطين رومودانوفسكي مؤخراً.
السوفييت ما زالوا هنا
في غياب إحصاءات دقيقة، تشير تقديرات مختلفة إلى أنّ عدد المغتربين والمهاجرين الذين يقيمون في روسيا في الوقت الراهن يراوح بين 10 ملايين و12 مليوناً. ويوضح رئيس اتحاد المغتربين في روسيا، رينات كريموف، أنّ أغلب هؤلاء آتٍ من الجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى، بالإضافة إلى أوكرانيا.
رامي القليوبي
↧
أزمة أسماك ريف حماة وإدلب
تشتهر منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي والقرى والبلدات المطلة على نهر العاصي في محافظة إدلب بتربية وصيد الأسماك، وقد تحولت منذ عشرات السنين إلى مهنة تشكل مصدر رزق لمئات العائلات. لكنّ الأعمال العسكرية المستمرة في المنطقة خلفت خسائر بيئية واقتصادية عميقة على هذا القطاع الذي يتخذ من هذه المنطقة مركزاً له على مستوى سورية ككلّ.
يقول العامل في القطاع عبد المجيد الحمود : "جميع السوريين يعرفون أسماك الكارب والمشط والسلور التي ننتجها، نربيها في أحواض اصطناعية وفي المستنقعات. آخرون يهوون الاصطياد من نهر العاصي. لكن، تراجعت المهنة هذه الأيام، فكثير من الأحواض دمر نتيجة القصف، وهاجر الشبان، وانتقلت العائلات إلى المخيمات تاركة كلّ شيء وراءها، وبعضهم انتقل للقتال على الجبهات مع النظام، ومن بقي منهم يواجه خسائر متكررة نتيجة صعوبة ظروف العمل".
تتطلب تربية الأسماك مراقبة طبية دائمة، وشروطاً دقيقة من ناحية نوعية الأعلاف ونوعية المياه التي تعيش فيها، وتتطلب حرفية عالية توفرت لدى سكان المنطقة نتيجة توارثها.
يقول محمد درويش، رئيس المجلس المحلي في باب الطاقة (من أشهر البلدات السورية لتربية الأسماك) : "نحتاج إلى تبديل مياه الأحواض بشكل دوري عن طريق ضخها بواسطة مضخات تعمل بالكهرباء أو بالديزل (المازوت)، ولم يعد بمقدورنا تأمين العملية بسهولة نتيجة ارتفاع أسعار الوقود ووصوله إلى أرقام قياسية بلغت أحياناً خمسة وعشرين ضعفاً عن سعره قبل عام 2011، بالإضافة إلى عدم وصول الكهرباء الحكومية، واقتصار التغذية على المولدات الصغيرة والمتوسطة".
في سياق آخر، ونتيجة لقلة الأدوية المخصصة للوقاية، تنتشر أمراض تؤدي إلى نفوق الأسماك بكميات كبيرة، ومنها الجمرة الخبيثة والتهاب الغلاصم (جهاز التنفس). يقول مربي الأسماك أبو محمد : "انتشرت الجمرة الخبيثة العام الماضي، وكانت كارثة حقيقية لنا، إذ انتقل المرض بالعدوى، وخلال أيام رأينا أسماك الأحواض طافية على سطح الماء ميتة ومشوهة". يتابع: "يمنع النظام دخول الأدوية المخصصة لوقاية الأسماك، كسياسة ممنهجة لمحاربة السكان في مصادر رزقهم. نقوم بتهريبها أحياناً، وندفع مبالغ مالية كبيرة لقاء الحصول عليها، لكنّ انخفاض جودتها لا يعطي نتائج إيجابية، لذلك يلجأ المربون إلى طرق بدائية للعلاج من دون الحصول على نتائج نافعة".
يواجه مربو الأسماك شكلاً آخر من صعوبات العمل أهمها نقص الأعلاف وغلاء أسعارها، والتسويق. يقول عبد الرحمن الحمود: "غالبية السكان غير قادرين على شراء الأسماك، نتيجة ارتفاع أسعارها وفقر حالهم. كثير منهم غير قادر على تأمين رغيف الخبز ووقود التدفئة. سابقاً كانت أسماكنا طعام الفقراء لرخص ثمنها، والمطاعم مليئة بالزبائن، اليوم غالبيتها أغلقت أبوابها بسبب عدم وجود الزبائن".
أيضاً يتعرض المنتجون لمشاكل في تسويق منتجاتهم في الأسواق الكبرى كدمشق وحلب نتيجة الظروف الأمنية السائدة، وفرض إتاوات كبيرة من حواجز النظام عليها. يقول رئيس المجلس المحلي لباب الطاقة محمد درويش: "يجب أن ندفع ضعفي أو ثلاثة أضعاف قيمة الأسماك كرشاوى لحواجز النظام، وربما تتعرض للمصادرة من قبلهم تحت أي حجة، الأمر الذي يجعل عملنا خاسراً".
تعتبر تربية الأسماك بريفي حماة وإدلب من الموروثات الثقافية والاجتماعية التي يشتهر بها الأهالي، فقد امتهنها كثيرون كمهنة أساسية أو ثانوية. هي تحولت إلى هوية يعرف من خلالها السكان، فمن يعبر في تلك المناطق لا بدّ له من الراحة في أحد مطاعمها البسيطة التي تقدم السمك مقلياً أو مشوياً.
أبو جانو سائق من محافظة الحسكة : "عملت في نقل النفط بين محافظة الحسكة ومصفاة بانياس. كلّ أسبوعين، كنت آخذ قسطاً من الراحة في سهل الغاب، فأتناول وجبتي المعتادة من سمك المشط المشوي. أهالي المنطقة أصبحوا أصحابي، فقد عبرت بينهم طوال خمسة عشر عاماً، فقابلت وجوهاً طيبة وكريمة ومحبة. حالياً، كل شيء تغير، لم يعد بمقدوري السفر، حاولت كثيراً التواصل معهم ومعرفة أحوالهم من دون جدوى".
من جهته، يقول جميل شحار (81 عاماً) من جسر الشغور: "منذ أن كنت في العاشرة، أمارس هواية الصيد من نهر العاصي طوال العام، أمضيت 65 عاماً في هذه الهواية، حتى خروجي إلى تركيا عام 2015. كنت أصطحب أحفادي، وعلّمتهم أصول الصيد وتقاليده. أتمنى أن أعود إلى ذلك، فلا شيء يعوضني عنه".
لبنى سالم
↧
↧
وفاة والدة رئيس الإمارات وإعلان الحداد 3 أيام
أعلنت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، وفاة الشيخة حصة بنت محمد آل نهيان، والدة رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وأعلنت الحكومة الإماراتية، الحداد 3 أيام، وتنكيس الأعلام، على وفاة الشيخة حصة آل نهيان.
وأصدرت وزارة شؤون الرئاسة بيانا جاء فيه: "ينعى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله".. والدته المغفور لها سمو الشيخة حصة بنت محمد آل نهيان التي انتقلت إلى جوار ربها اليوم".
يشار إلى أن الشيخ زايد، الذي توفي في العام 2004، تزوج 8 مرات، وأشهر زوجاته هي فاطمة الكتبي، والدة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ووزير الخارجية عبد الله بن زايد، ومستشار الأمن الوطني هزاع بن زايد، ونائب رئيس مجلس الوزراء منصور بن زايد، وآخرين.
↧
الكشف عن مكان احتجاز سامي عنان.. محاميه زاره
أعلن محامي رئيس أركان الجيش المصري السابق، سامي عنان، السبت، أنه قابل الأخير في مكان احتجازه، وذلك بعد خمسة أيام من إعلان اعتقاله.
وكشف ناصر أمين، في تغريدات له على "تويتر" عن مكان احتجاز عنان، قائلا: "أنهيت حالا زيارة الفريق سامي عنان في محبسه بالسجن الحربي".
ولم يدل محامي عنان بتفاصيل أكثر عن الزيارة في السجن الحربي.
وقبل ذلك، كتب أمين على "تويتر" قائلا: "قبلت وكالة الفريق سامي عنان لأكون محاميا مدافعا عنه لإيماني ببراءته وحقه في أن يحظى بمحاكمة علانية تتوافر فيها معايير المحاكمة العادلة والمنصفة".
يشار إلى أن سمير سامي عنان، نجل رئيس الأركان الأسبق، كان قد أعلن تكليف ناصر أمين، محاميا عن والده، حسبما نقلت مواقع محلية.
وكان عنان قد أعلن في وقت سابق ترشحه للانتخابات الرئاسية في مصر بمواجهة رئيس النظام الحالي عبد الفتاح السيسي.
والثلاثاء الماضي، أذاع التليفزيون المصري بيانا للقيادة العامة للقوات المسلحة عن استدعاء سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق بشأن ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية.
وقال بيان الجيش المصري، إن عنان لم يحصل على موافقة القيادة العامة للقوات المسلحة على الترشح لانتخابات الرئاسة.
واتهم البيان عنان بالتزوير في محررات رسمية، وقام بإدراج اسمه في قواعد بيانات الناخبين، بالمخالفة للقواعد والضوابط المتبعة من العسكريين، ما يستدعي مثوله أمام جهات التحقيق المختصة.
وأضاف أن "بيان عنان المصور الذي أعلن فيه نيته الترشح في انتخابات الرئاسة تضمن تحريضا صريحا ضد القوات المسلحة بهدف الوقيعة بينها وبين الشعب".
↧
مسك.. أول إذاعة عربية FM في اسطنبول تبدأ بثها على التردد “94.5 أف أم”
تستعد مدينة إسطنبول لانطلاق البث الرسمي لإذاعة مسك على التردد "94.5 أف أم" كأول إذاعة تخاطب المتحدثين باللغة العربية في المدينة.
وقال المدير التنفيذي عبد الرحمن منير إن "الإذاعة مجتمعية منوعة تتفاعل مع جمهورها بتقديم محتوى عصري وأصيل".
وأوضح أن "مسك هي مشروع إعلامي وجد ليكون رفيقا وقريبا للعرب في تركيا حيث ستعمل الإذاعة على تقديم ما يشغل بال مستمعيها في تركيا مما يسهل عليهم التعايش مع المجتمع والبيئة في تركيا سعيا للوصول بالمجمع إلى حالة من الاستقرار والإنتاج في بيئته الجديدة".
وتركز الإذاعة، بحسب منير، على قضايا المجتمع اليومية والحياتية دون أن تغفل جوانب الثقافة والفكر والفن والأدب العربي، إلاضافة للترفيه والتسلية.
وتابع: "رسالة الإذاعة تتلخص في تعزيز الهوية والثقافة العربية والعمل على تقوية أواصر العلاقة الأخوية بين العرب والأتراك ومساعدة الجالية العربية على التعايش والتكيف مع المجتمع في تركيا".
ولفت منير إلى أن "الإذاعة تبث حاليا على موجة (94.5 أف أم) في اسطنبول وما حولها كما ويمكن متابعتنا عبر الموقع الالكتروني وتطبيقات الهواتف النقالة".
وأردف قائلا:"لا شك أننا نبدأ بثنا التفاعلي ونحن نعي حجم التحديات التي نقدم عليها ،آملين أن يكون لنا إسهام حقيقي ايجابي في خدمة مجتمعنا وأهلنا وأصدقاءنا في تركيا".
وذكرت الإذاعة على حسابها في "فيسبوك" أن، الاثنين المقبل، ستبدأ ببث برامجها المباشرة.
↧
أفيستا خابور الاسم الحقيقي زلوخ حمو : أول انتحارية كردية تفجر نفسها بدبابة تركية في عفرين
شهدت قرية حمام التابعة لمنطقة جندريسة يوم أمس معارك قوية بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش التركي ,على إثر محاولة الجيش التركي الوصول إلى القرية.
وخلال الهجوم استخدم والجيش التركي الدبابات والطائرات بعد عجز عناصره في إحراز أي تقدم، ونتيجة للدبابات الكثيرة المتوغلة، توجهت أفيستا صوب إحدى الدبابات حاملة قنبلة يدوية، في محاولة منها لرد الدبابة، يحب ما فادته وكالة هاوار للانباء.
الرفيقة آفستا و بهدوء و ثقة المنتصر تقدمت من إحدى دبابات الغزاة و نفذت عمليتها الفدائية التي أدت لإعطاب الدبابة و مقتل من فيها.
http://sdf-press.com/2018/01/%d8%b9%d8%a7%d8%ac%d9%84-%d8%b9%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d8%af%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d9%86%d9%81%d8%b0%d9%87%d8%a7-%d8%a2%d9%81%d8%b3%d8%aa%d8%a7-%d8%ae%d8%a7%d8%a8%d9%88%d8%b1-%d8%a3/
ونتيجة ذلك استشهدت آفيستا خابور بعدما فجرت القنبلة اليدوية
أفيستا خابور الاسم الحقيقية زلوخ حمو من مواليد قرية بيليه في ناحية بلبلة 1998
↧
↧
نضال معلوف يزنبر على الحيوان بشار الجعفري ههههههه
وش السحارة ..
الجعفري يهدي ايقونة اثرية لديمستورا موضوعة في كيس نايلون ومطيطة و "خش خش خش " .. ويقول بانها اقدم معاهدة سلام في العالم تمت في تل مرديخ في ادلب سوريا في 2350 قبل الميلاد وهي قطعة من من صبطعش الف ( 17 الف) قطعة تم اكتشافها في المنطقة عام 1974 ولم تترجم لان الغرب لم يرد ان يترجمها وهي كلها في متاحف غربية .. وان ترجمتها ستقلب تاريخ العالم ..
بحسب الجعفري فان اسم القطعة انا انتمي ..!!
وانا لم افهم لماذا يسمون معاهدة سلام بـ "انا انتمي" ولم افهم كيف علم بانها معاهدة سلام وهي لم تترجم ؟ وكيف علم بان ترجمة الصبعطش الف قطعة ستغير تاريخ العالم وهي لم تترجم .. !! ولماذا 17 الف قطعة اكتشفت في تل مرديخ في عهد حافظ الاسد 1974 انتقلت الى المتاحف الغربية كلها !! .. ولم يشر العبقري .. عفوا الجعفري .. بين من ومن كانت هذه المعاهدة ولماذا تمت وما هي المعركة التي كانت قبلها ..
https://www.facebook.com/nedal.malouf/videos/10155459505194895/
وذهبت الايقونة والحقيبة وكيس النايلون الى ديمستورا الايطالي الذي لا شك ان يعرف عالم الاثار الايطالي الاخر الذي اكتشف الايقونة ..
↧
لماذا سمحت روسيا لتركيا بشن هجوم على سوريا بقلم الصحافي الروسي بيوتر أكوبوف
لماذا سمحت روسيا لتركيا بشن هجوم على سوريا
عرضت موسكو على الأكراد الحد الأقصى الذي يمكن أن يحصلوا عليه حقا - الحكم الذاتي في إطار الدولة السورية. وكانت موسكو مستعدة، من أجل ذلك، للوقوف في المقام الأول أمام دمشق، وحتى أمام أنقرة. لكن الأكراد فضلوا طائرا أمريكيا في السماء على عصفور روسي في اليد، فوجدوا أنفسهم أمام الرد التركي المتوقع. لم توقف موسكو الأتراك، ليس فقط لأنها لا تستطيع فعل ذلك عمليا. إنما لأن هذه العملية سوف تؤدي إلى نتائج مفيدة بالنسبة لروسيا.
فما هي الفوائد المتوخاة:
أولا، تلغي العملية التركية الأوهام الأخيرة حول إمكانية إنشاء كردستان سوري. وقد اقترح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بالفعل تشكيل "منطقة أمنية" عمقها 30 كيلومترا، قائلا إن الولايات المتحدة لا تريد أن تصطدم مع تركيا وجها لوجه في شمال سوريا. وهذا يعني أن الولايات المتحدة، على الرغم من أنها ليست بصدد مغادرة هذا الجزء من سوريا، فهي مضطرة، في الواقع، للتخلي عن خطط إنشاء جيش كردي كبير حليف لها هناك. وهذه خطوة أخرى تسهل إخراج الولايات المتحدة من سوريا؛
ثانيا، العملية التركية، تدفع الأكراد السوريين للتفاوض مع دمشق. فـ "التهديد التركي" المستمر سيجبرهم على البحث عن مكانهم في سوريا. وسيفعلون ذلك لأن دمشق وموسكو يمكنهما تقديم ضمانات أمنية من الأتراك، وأما وجودهم المستقل فلن يحميهم من "العمليات المضادة للإرهاب" التي تقوم بها أنقرة باستمرار. وبذلك تسهل عملية إعادة بناء سوريا الموحدة؛
ثالثا، حقيقة أن أنقرة توافقت مسبقا على عملية عفرين مع موسكو، تعزز التفاعل الروسي التركي. وبالنظر إلى مدى فائدة التنسيق السياسي بين البلدين، فإن الرهان هنا مرتفع جدا.
وبطبيعة الحال، يمكن لما سبق أن يحدث في حال لم تتحول "غصن الزيتون" إلى حرب كردية تركية شاملة ومديدة. ويبدو، حتى الآن، أن خطط أنقرة لا تشمل إطالة العملية، ولا تصعيدها.
بيوتر أكوبوف، "فزغلياد"
↧
النظام يصعد في الغوطة الشرقية بعد رفض هيئة التفاوض حضور سوتشي
جدّدت قوات النظام قصفها على مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية وتسببت بسقوط ضحايا مدنيين، على الرغم من اتفاق جديد لوقف إطلاق النار.
فقد قال الدفاع المدني في الغوطة الشرقية، إن قوات النظام قصفت، اليوم الأحد، بالمدفعية الثقيلة أحياء سكنية في مدينة دوما، ما أسفر عن سقوط خمسة أشخاص بينهم طفل وامرأة.
وأضاف الدفاع المدني أن قوات النظام استهدفت بأكثر من ثلاثين قذيفة مدفعية واثنا عشر صاروخ أرض أرض مدينة حرستا، تزامناً مع قصف مماثل على بلدتي أوتايا وحوش الصالحية، عدا عن سقوط مدنيين في بلدة حرستا بالغوطة بقصف للنظام، أمس السبت.
في الوقت الذي اتهمت فيه الهيئة العليا للمفاوضات روسيا بالتصعيد في الغوطة الشرقية لدمشق، على الرغم من إعلان التوصل لهدنة بعد رفض الهيئة حضور مؤتمر سوتشي.
إذ قال يحيى العريضي المتحدث باسم وفد الهيئة في فيينا، أن النظام خرق الهدنة بعد دقائق من نفاذها، رابطا بين التصعيد العسكري والموقف السياسي لوفد المعارضة من مؤتمر سوتشي، وأضاف: "يريدون حلاً سياسياً بأدوات عسكرية وببلطجة وتشبيح وإجرام"، على حد قوله.
فيما هددت القناة المركزية لقاعدة حميميم بإن إعلان المعارضة امتناعها عن حضور مؤتمر سوتشي "سيكون له تبعات عديدة على الأرض وأن وتأخر مسار العملية السياسية لن يكون من صالح المعارضة بأي شكل من الأشكال"، على حد تعبيرها.
ووثق الدفاع المدني السوري منذ بدأ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار عدة خروقات في 6 مناطق في الغوطة، حيث استهدف النظام بـ21 صاروخ أرض أرض كل من حرستا وعربين بالإضافة لقصف مدفعي بأكثر من 25 قذيفة مدفعية على كل من دوما وحرستا وجسرين وبلدتي حزرما والنشابية في منطقة المرج.
↧